أيا عَجَباً لِثَوْبٍ ترتَديه

يظنُّ ذَوو الجهالةِ فيه سِحرا

 

كما ظنّوا جمالَ الذئبِ لوناً

وتلكَ خديعةٌ في الفهمِ كُبرى

 

فكيفَ؟ وخلفَ اللونِ جُبٌّ

من الحقدِ القديمِ يئنَّ جَمْرا

 

يعيشُ الحاسدونَ على التماهي

بزَيْفٍ قاتلٍ ديناً وعُمْرا

 

إذا كان اللسانُ يفوحُ عِطْراً

علامَ الفعالُ تموجُ مَكْرا؟

 

وكم طالتْ ليالٍ وهي خُضْرٌ

يُقاتِلُ نَحْرُها برّاً وبَحْرا

 

وكم عَلّلتُ نفسي وهي تخشى

مُرورَ الرزايا وهي تترى

 

وكم قالوا إماماً أو ملاكاً

فقلتُ: علامَ صلّى الفجرَ عصرا؟

 

خليليْ، إنّ في السّجعِ اشتياقٌ

لِمَنْ حَمَلوا الوفاءَ فكانَ فَخْرا

 

لأهلِ الصِدْقِ والإخلاصِ قلبي

حدائقُ زُيِّنتْ ورداً وزهْرا

 

فَكَمْ من ناقصٍ رَفَعَتْ بلادي

وكَمْ منْ ماجدٍ قد ماتَ قهْرا

 

خليليْ، في فؤادكَ عودُ طِيْبٍ

فلا تُنْفِقْ زمانَكَ فيهِ هدْرا

 

فمرأى الذئبِ في الأحلامِ فزْعٌ

يطارِدُ فيك مرأى كلّ ذكرى

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية