" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "
21- أبو حسرة وعنقود الحصرم ْ
زعقَ غرابٌ ذاتَ صباح ْ
فانتشتِ البومة ُ في الحال ْ
وانطلقتْ تردحُ موّال ْ
وتجرجر ُ معها الدلال ْ
يرشـدُها أينَ المصباح ْ
قالـتْ : أطفئه ُ لنرتاح ْ
ونفكُّ الخيمة َ والشال ْ
فالناسُ ستنسى الأهوالْ
إنْ سمعتْ رنَّة َ خلخالْ
وتعودُ القصّة ُ أشباح ْ.... قال الدَّلالُ : فما أجري ؟
قالتْ : ستصيرُ المختار ْ
وتشاركُ دارَ الحجّار ْ
وتباركُ بنتَ الزّمار ْ
وتقيمُ سفيراً من يدري !
ولعلَّ البينَ (أبا عمري)
يصحبكُ إلى وكرِ الشطّارْ
ويبيعُكَ ظلاً تحتَ جدار ْ
فتكونُ السوبرَ بينَ حمارْ
وعميدَ سماسرةِ الغجر ِ ....
قالَ الدلالُ : فما نفعل ْ
بالحرسِ وهم كثر ٌ حوله ْ؟
قالت : خذ هذا لا تشغل ْ
من بالكَ واعرضهُ بحملة ْ
فـإذا ما أكـلوا فتهلَّل ْ
فالساحة ُ تغدو مختلة ْ
فانطلقَ الدلالُ ليعمل ْ
بالحيلة ِ من ْ أوَّل ِ جولة ْ
في الحارة ِصاحَ إذا أقبلْ
يا قومُ لكم عندي وصفة ْ......
اجتمعَ الناسُ إلى العنقود ْ
يلمعُ في الحارةِ دونَ شهودْ
قالَ الدلالُ : أنا المحسود ْ
قدْ جئتُ بعنقودِ العنب ِ
همَّ الجوعانُ إلى المنشود ْ
واصطفوا في الأفقِ المسدودْ
فإذا بصراخ ٍ خلفَ حدود ْ
ظنّّوه ُ سماءً منْ لهب ِ......
أبو حسرةُ يهتفُ بينَ بنيهْ
هو حصرمُ محتال ٍ وسفيهْ
تفاحة ُ أفعى من جنَّة ْ والحصرمُ من أرض ِ المنَّة ْ.....