- 1 -
خُذ السّكين الطويل ، و المبردُ شحمةُ فخذِك العريضة ،
الصريرُ مع الاحتِكاك المُتهوّر .. لا يعنيني !
بالرغمِ من سلْطنته المُشهورة لديكُم . ؛
أنا رأس مثلّث السّكين بعد ممارسةِ الشّفير ،
أنا من دونِ تصفّير فلا أهوى التّهويل لأنّي عجوز حَكيمة لا أفهَمُ ملامحكم . خذ مسيرةَ جحافِل الجيوش البيزنطيّة و الاغريقيّة و الامريكيّة ،
تلك الدمدمة العساكريّة و الحفلةُ الصاخبةُ بجنازير الدبّابات الفولاذيّة على الكلأ الخروفي النّاعِم فيترمّد من الدعك الفضيع ،
كلّ هذا لا يعنيني !
ولوْ بمثقالِ زرار جُندي داخل طائرة شراعيّة مظليّة ..
خُذ مسيرَة تتويج تاج كلّ التيجان ملكَة جمال المجرّة "البيكينيّة" ..
أنا مسيرةُ العبيد الصّلع ..
و هُم يتصاعدون على الحبلِ الليفيّ المُربّط بين الأرض والسّماء ،
شبابٌ تحملُ رقابُهم اطنانَ الطوب نحوَ المِشنقة
يسترون العوْرة بقطعة قُماش بيضاء مائية .
خذ الجنازَة ..
وهيَ على كتفِك فتعتقدُ أنّك مِغوار وأنت تتتابطئ في تلْبيس الجثّة في اللحد الضيّق المُزدُحم ،
أختهُ و جارُه وقطّتُه يندبون و بهذا فعلوا الفريضة الصّعبة ،
اللونُ الأسودُ دليل المُقاساة النّادرة .
الصبيةُ مُتسخين غير مبالين بالمأتم يعبثون بعنبر الكفَن .
تُقاطعون التفاحَة الطازجة حتّى تخرَب في الكيس نذراً للمرحوم .
كلُّ هذا لا يعنيني! ،
بالرغمُ من بلعِكم لأقراص مُهدّئة للتصدّي للحدَث المواكِب ..
ليسَ لديّ جهازكُم النّفسي الشّعريّ الفضوليّ .
خُذ "ميمون نكِرة" و "هتلر" و "سوْسن" الزهرةُ والشّابة الجامعيّة و "عدنان ولينا " و "اللاّت" و لعبة الشطرَنج و وحيد القرْن .. و الأشياء المرئية و الاستيهامات ..
أنا الجنيّة المُتفرّجة ..
في الظلمةِ المُضاءةُ بالنّيون الأغبر بعدَ اغلاق خيام المراسم رسمياًّ ..
خذ الجمرَ فوق شيشتكَ.. أنا حشوةُ صميم الجراك تسطُلك و تُغدق عليك ،
خذِ السيجارة وانت تتتدخّن أنا لبّة الاسفنجة في الكعبِ الصامِد فلا يشتعِل ولا يتبلّلُ بلعابك المُهمَل و انما ينتشي بتكاثف العبَق البخاري وحيداً في الركن البدروم المُخزّن منذُ قرون ...
أنا عظمةُ العُصعص و سَط الحرائق ،
أنا صفارُ البيْضة المغليّة في رحلةٍ عبقريّة لاكتشاف الظروف الحراريّة داخل جليد " بلوتو " الشّمسي ..
- 2 -
ببساطةِ عنقوديّة ، يا صغيري :
" بذرةُ النهايات المُبتدئة الشيئيّة المتصخّرة المعطاءَة "
" أنا هباء و ترَفْ ، تمرّدٌ و أصل الخرَفْ "
لستُ أتوقّعُ مِنكُم رداًّ لجميل !.