تيهي بِآفاقِ العُلى واختالي - وتبوَّأي عَرشَ النُّجومِ العَالي
يَا ربَّةَ التَّاجينِ فَوقَ الهامَةِ الشَّماءِ .. تَاجِ صِباً وتَاجِ جَمالِ
جَبليَّةٌ غَنَّاءُ تَزهو في رِداءِ الكِبرياءِ بِعزَّةٍ ودَلالِ
تَتعانَقُ الأمجادُ في وَاديكِ تَحكي عَنكِ للأجيالِ فالأجيالِ
وعلى ذُرى جَرزيمَ يَأتلقُ السَّـنا - والنَّـارُ تُولدُ مِن ذُرى عِيبالِ
يَتجدَّدُ التَّاريخُ فِيكِ حَضارةً - لا وَقفةً .. تَبكي على الأطلالِ يا زَهرةً زَهراءَ عَطَّرتِ المَدى - ريَّاكِ في الأسحارِ والآصالِ
جُوريَّةٌ أسكَرتِني عَبقاً يُسافرُ في دَمي .. ويَحطُّ في أوصالي
حُوريَّةٌ لي في وِصالِكِ مَذهبٌ .. لَم تَخذليني مَرَّةً بِوصالِ
وأنا الفَتي الوَلهانُ .. لي في العِشقِ أيَّامٌ .. ولي في العاشِقينَ لَيالِ
سَكنتْ صَباباتي رُؤىً نَشوانةٌ - وسَكنتِ أنتِ على مَدارِ خَيالي
غَنَّيتُ حُبَّكِ .. أنتِ نَايُ الحُبِّ .. شِعرُ الحُبِّ .. لَحنُ الحُبِّ في مَوَّالي
وحَملتُ إسمَكِ والفَخارُ عَباءتي البَيضاءُ .. في حِلّي وفي تَرحالي
ما غَيرُ حُضنِكِ لي حِمىً .. مَهما كَبرتُ أو ارتَقيتُ .. لَهُ يَؤولُ مَآلي
واللهِ لَيسَ سِواكِ عِشقٌ يُشعِلُ الأشواقَ بي نَاراً .. ويَشغَلُ بَالي
لو غِبتُ عَنكِ تَثورُ بي نَارُ الجَوى - حتّى أشدَّ إلى حِماكِ رِحالي
أنا لا أُغالي في هَواكِ .. ولَستُ في ما قد يَقولُ العَاذِلونُ أُبالي
يا أيُّها الحَسناءُ تَخطرُ في رَداءِ الكِبرياءِ بِعزَّةٍ ودَلالِ
شَمّاءُ رافِعةُ الجَبينِ .. خِمارُها - تَاجٌ منَ الإكبارِ والإجلالِ
زانتْ مُحيّاكِ العُلى بِبهائِها - فَسمَوتِ عَاليةً بِدونِ تَعالِ
لم تركعي يوما لغير الله .. او تتمرغي في ساحة الاذلال
مَا لِنتِ أو لانتْ قَناتُكِ مَرَّةً - أو كلَّ مِنكِ العَزمُ في الأغلالِ
كلاّ ولا نَالَ الغُزاةُ على مَدى الأيّامِ يَوماً .. مِنكِ أيَّ مَنالِ
شَهِدتْ لَكِ العَلياءُ أنَّـكِ لَمْ تَهوني في لَيالي القَهرِ والأهوالِ
وبِأنَّ شِرعَتَكِ النِّضالُ .. ولمْ تَزلْ قَصباتُكِ الشَّماءُ صَرحَ نِضالِ
مِعطاءَةٌ لَكِ في العَطاءِ مَواقفٌ سَبَّاقةُ الإقدامِ والإقبالِ
لَكِ في سِجلِّ المُبدعينَ الخَالدينَ صَحائِفٌ هي مَضرِبُ الأمثالِ
لَكِ في البُطولَةِ والفِداءِ مَواكِبٌ - تَترى مِنَ الشُّهداءِ والأبطالِ
إنَّ الرِّجالَ مَعادِنٌ .. ورِجالُكِ الأبرارُ مَا كانوا كأيِّ رِجالِ
لَمْ يَبخلوا يَوماً عَليكِ .. فَخلَّدوكِ بِأبلغِ الأقوالِ والأفعالِ
همْ في العُلى أنجالُكِ الصِّيدُ الأُلى - أكرمْ بِهم في الصِّيدِ من أنجالِ
عَشقوا النِّضالَ مَلاعبِاً.. لا فَرقَ .. بَينَ الشِّيبِ والشُّبَّانِ والأطفالِ
مَهروا فِلسطينَ الحَبيبةَ بِالدِّماءِ .. وأرخَصوا فِيها العَزيزَ الغَالي
يَا أيُّها الحَسناءُ تَرفلُ في رِداءِ الكِبرياءِ بِعزَّةٍ ودَلالِ
أكرمْ بِحضنِكِ مَوطناً طَابتْ مَغانيهِ فَكانتْ مَعقِدَ الآمالِ
أكرمْ بِأفضالٍ تَجودُ بِها يَداكِ .. وكمْ لِبيضِ يَديكِ من أفضالِ
يَحميكِ جَلَّ جَلالُهُ .. مِن كلِّ عادِيَةٍ ونَائِبةٍ .. وكُلِّ ضَلالِ