في أول يوم من يناير عام 2001 نهضت صباحاً وبعد صلاة الفجر بدأت أفكر وأسأل نفسي ماذا تبقى؟
عمر يقترب من الخمسين ، شعر أشيب ، صحة كثيرة العلل ، وكان من ذلك التفكير أن ولدت هذه القصيدة . أعَـامٌ جديـدٌ .. وشهـرٌ جديـدُ
وما زالَ في النَّفْسِ بعـضُ الرَمَـق
وضوءٌ شحيحٌ .. بِعُمـْقِ شعـوري
كنُـورٍ ضئيـلٍ بأقصـى النَّفَــق
فأينَ القصائدُ .. أختَ الجمالِ
وكيـفَ تـوارتْ وراءَ الشَّفَــق
وكانتْ إذا ما .. أشرتُ إليها
تسيــلُ دموعــاً كمـاءِ الـوَدَق
فتنمو بطِرْسي .. زهورُ الجمـالِ
وتزهو المعاني بسطـحِ الـورق
فكيف استحالتْ .. بفعل السنينِ
بقايـا خُيـوطٍ بثـوبٍ خَلَــق
وأينَ الشبابُ .. وعنفُ الشبابِ
ومــاءُ المُحيّـا ولـونُ الحَــدَق
وأين السكونُ .. وهمسُ الجفونِ
وبَــوْحُ القصائـدِ عنـد الغَسَــق
أجيبي فإني .. جَفاني القريضُ
وغابـتْ طُيـوري وراءَ الأُفُــق
أجيبي فإني .. غَزاني المشيبُ
وهبّـتْ بصـدري رِيـاحُ القَلَـق
طَوَيْتُ شَبابي .. بليلِ الحروفِ
وكانَ حَصـادي سَـواد الحَـدَق
وجُبْتُ عصوراً .. بعُمـرِ الزمـانِ
وعُـدتُ حزينـاً كثيـرَ الأرق
إذا مـا تولّـى بهـاءُ الربيـع ِ
فما في خريفِ الحيـاة الألـق
وما نحن إلا .. بعُمرِ السنيِن
كقطـرةِ حِبـرٍ بقَـاعِ الطَبَــق