على طرف الأرض أمشي وحيدا /
ويمشي معي نزق الجمر /
والتل ّ، والسهل /
يمشي معي الظلّ والليل /
والحرف ، والصمت ، والبلد الأرجوان
على طرف الأرض ، تشتعل الريح /
والروح أغنية الزعفران / والماء فكّك أغنية الغيم /
سالت مياه مواويلها /
ودنت من رذاذ الجنان
على طرف الأرض ،
مال شهيق التلال على تعبي
واستفاق ابتهال الصدى
وأجراسك الخضر تنهبني /
من شذى الأقحوان /
إلى لغة السوسن الحالم /
السوسن الطافح بالمعجزات
هبيني نبوغا ، يؤرّخ مسرى المسيح /
خطى العابرين إلى جهة البوح للجرح /
سيناء تختصر ، الآن ، كل الجهات /
لتعلو نشيدا بغير حياة
وأنت اكتمال الرؤى في دبيب الصلاة /
ولغز المسافات ، في حلم عشتار /
يفتح أجراس صوتي إلى منتهاها /
فلمّي بقايا لهاث الزمان /
ينفتح ، الآن ، ثغر السماء على بسمة /
بين سكّين مقصلة الوجد .. /
والآه في المشتهى /
وارتعاش المكان
وأجراسك الخضر تنهبني /
رويدا .. رويدا /
وتسحب روحي خيطا .. فخيطا /
إلى ثوب عشّك ، في إفك رعشك ، في سرّ فجرك ، في فجر سرّك ، في صبح نومك ،
أجراسك الخضر تنهب روحي حتى اكتمالك
فأصحو من أجلها /
وتسكر في جنبات فؤادي الحياة
لإرث بكاه الزمان ،
وأبكى الحنين على راحتيها مساما .. مساما /
وعتّق لون الأصيل ندى ،
وأقاحا ،
وبوحا حراما /
في اغتياب الرياح لأسرارها /
وسحرا طغى في النشيد /
مدى وانسجاما
هبيني ندى /
أقبر الإفك في صمته ، والندامى /
لأبدأ ثانية ، من نشيد الحرام حراما /
وألوي ذراع المسافات في الحزن /
ندّا طريا ، وزانا /
وكفر ارتعاش /
وطهر أقاح /
تنصّب في دمعتيّ وناما /
سماء يلوم بها رعش الصوت /
كل حنين الوداعة /
والصوت لا يبتغي حرقة الاشتعال / أو الانقسام /
أريحي ارتعاش الصدى /
ونواح الأصيل /
ولمّي بقايا دنوّ،
على تعب للنخيل
أفيقي
فكم عذّبت لونها السنوات /
وأهدت مدامعها للرحيل /
وكلّي انثناء على تعب الروح /
في روحها وانكسار الدليل /
هبيني فراغا /
ألوّن فيه مجرّات حزني
وأنصّب صمت انتظاري /
هدى للوصول /
أزيحي ستار التوجّس عن تعب العين /
يكفي انتظاري قتيلا /
وتكفي شموع القتيل
يا التي اجتاحها يوما ، وفصلا /
وأغذي السحر في أعراقها ، فرعا وأصلا
تطوف المدائن في لغتي
بأعراس كل المجون لعشاقها … وعشيقاتها
هجرا .. ووصلا
عذّبتني القوافي /
وتنكمش المعجزات ندى في النداء الأخير
على هذه الأرض صبحا .. وليلا /
متى أفتح الروح تلّا .. وسهلا
ورائي السكاكين تمشي نصلا .. فنصلا /
أأبكي ليوم مضى؟
أم ليوم أتى؟ /
من دنان التوحّد في خصرها كعقيق ذهب
وأنا ذاهب للمدى /
مطرا ، وجفافا /
مثلما ساقت المعجزات خلاصاتها في التعب /
يا التي تصمت أكثر من روعة العشق ،
حين الغضب /
وأطرب من نغم النهوند ،
حين التعب
هبيني اشتهاء الأفول على تعب في اللهب /
وغذّي خطاك سريعا /
لئلا يصير انفجار الحياة /
على حطب في الأصيل

على حافة الأرض أمشي وحيدا /
وتمشي معي شرفة للضياء /
ما وجدت ظلّها في دموع السناء /
أنا ظلمة للمحيطات /
خلايا فراغ العجب /
تنبّأت أني أضاليل فجر بغير مدار /
متى يطلع الصبح قبل اشتعال اللهب /
على هذه الأرض نوّارة /
من رحيق دنان وثب /
وأسكنه السّحر في غيّك المترامي /
على سلّم للطرب
وأنت اكتمال المدارات /
في هدأة الصحو،
أو في ظلال المسافات ،
في رجفة السحر ،
أو في خلاصة بوح الشغب /
هبيني يدا ،
على طرف الأرض أمشي ،
تميل المسافات ،
لا رعشة في الرذاذ الأخير من الليل /
غير هذا السبات
أنا رقّة الطقس ،
مأمن لون المغيب /
جنون العشائر في غيرتي ،
وضياع الغريب ،
هوى بين حكمة يوم مضى ،
وارتعاشة يوم قريب .
أحبك ،
لا ناقتي شمم في الدروب /
تميل المسافات في تعبي /
وانتشاء السحاب /
يلوّن ما خرّب الأمس /
في لثغة الصمت
أو في نواح الغراب /
وقد مالت الأرض ،
لا يشفع ، الآن ، لي
سحر هذا المساء المدوّي بعيدا /
ووجدا /
يفتّق سحرا بعرس الطرب
مالت عليّ الأرض قليلا /
ودنوت ، الآن ، من السحر قليلا /
كي أرى "زرياب" منتحرا /
على شط العرب
اهمسي في دمي /
يرفع الصبر أغصانه /
عن فتاوى الغرق
نطفة من ألق /
يتشعّب نبض الحروف ،
لتسعى بها /
على شفة للفلق
وما بين بيني .. وبيني /
اشتعال الشفق /
فهل أشقى بقامتها وانتشار الدليل ؟؟
على تعبي وانفجار الفصول /
بسرّتك الآن ،
تلمع نون الوصول
ولا لون للفجر /
في تعب للنخيل /
فمدّي يدا تمسح الفجر عن تعبي /
والصحارى عن الجرح /
والنزف من مهجتي

على طرف الأرض /
فاجأني السرّ /
قبل احتباس النجوم بكفّي
قبل انتشار الضياء على الظلّ /
قبل اشتعال الفتيل

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية