أ أنساكم و أنتم في فؤادي ؟ !*** وأهجرُكم وأنتم كلُّ زادي؟!
فلا نَعِمَتْ ببَـرْد العيشِ نفسي*** ولا اكتحلتْ جُفونيَ بالرُّقادِ
أتيناكم ومِلءُ القلبِ وَجْـدٌ ***ويَحدُونا مِنَ الأشواقِ حادي
أتيناكم وقد شَطَّتْ ديـارٌ *** فقطَّعنا الهضـابَ معَ الوِهادِ
أسَرَتُم بالمَلاحةِ كلَّ عيــنٍ *** و ضَوَّعَ مِسكُكُمْ في كلِّ وادِ
ولمْ تَرَ عينُنا حسنـاً سِواكم *** وإنْ ذَرعَـتْ بـلاداً في بلادِ
ففي عينيكِ يا مَهْوايَ سحرٌ *** وفي رِمشَيـكِ شوقي واتّقادي
وفي شفتَيك للظمـآنِ رِيٌّ *** و دونَ حَريمِها خَرْطُ القَتَــادِ •
أمَـا تدرينَ كمْ ليـــلٍ طوانا*** بألوانِ الوساوسِ و السُّهادِ
وكم بِتنا على أملٍ و باتـتْ *** صُروفُ الدَّهرِ تُمعِنُ في العنـادِ
وما ذنبي سوى أنّي مُحِبٌّ *** هَـوى بدراً فأخلصَ في الوِدادِ
وأكتبُ في محبّتِـها قَصيدي *** ولونُ الهجرِ يُعرَفُ مِن مِدادي !