في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
سافرتُ .. وجرحي أزمانا ما هنتُ .. ولا وطني هانا
وعصا الترحالِ .. تلازمُني فكأنّا صرنا صِنوانا
إن كنتُ نأيتُ .. فقسراً .. لا حباً في النأيِ .. وهِجرانا
القلبُ حزينٌ .. والأحزانُ .. .. تشدُّ إليهِ الأحزانا
والجرحُ عميقٌ .. لا يشفى جرحٌ قد مسّ الأوطانا
سافرتُ .. وما زالَ المشوارُ .. .. كأنّي أبدأهُ الآنا
كابدتُ الغربةَ أشكالاً .. وخبرتُ اللوعةَ ألوانا
وحملتُ الجرحَ سنينَ سنين .. .. شتاتاً .. نفياً .. حرمانا
لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا
وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ
وَهَـذَا اليَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ
وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي
لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا
آيات يا غضب الورود ويا نزيف الأغنيات
يا ثورة الألم الدفين ويا أحاسيس الصلاة
ماذا سأكتب فيك من لغةٍ ومن عينيك تورقُ
كلُّ أشكال اللغات
يا زهرةً قُدسيّةً
بالموت قد صنعت حياة
الصفحة 15 من 61