البحرُ حبرٌ واليراعُ صَواري .. وصحائفُ التاريخِ فيه جوارِ
نضّاحةٌ بقصيص ركبان الألى .. وضّاحة لفرائد الآثارِ
سل أهل مكة كيف باتوا أخوة .. من بعد هجرتها مع الأنصارِ
"سلمانُ منّا" آل بيتِ نبوةٍ .. و بلالُ صوتُ العربِ والأحرارِ
الحُرُّ مَنْ خَطَمَ الطباعَ صَريمة .. والعبدُ مَنْ تَبعَ الهوى بمسارِ
"تَبتْ يدا" عم الرسولِ وضلّتا .. لمْ يُغنه قُربٌ إلى المختارِ
فإذا تباطأت العزائمُ لم تجدْ .. للعرقِ إسراعاً إلى الإعمارِ
وصهيبُ أسّس صَرحَه مُستعصما .. لا مِنْ خِلالِ عِظامِ جُرفٍ هارِ
المجدُ يبنيه الفتى لا جَدّه .. بالنفسِ لا بالرمسِ والأحفارِ
والتابعون بهديهم كم سوّدوا .. عَجَماً أُعدوا من شِرافِ الدارِ
الباسطين أكفّهم أهلَ النُُّهى .. و ذوي العهودِ و نجدة الأخطارِ
فالناسُ فيها مراتبٌ وضرائبٌ .. ومشاربٌ لتكاملِ الأدوارِ
ومنازلٌ وعوائلٌ وقبائلٌ .. لتعارفٍ وتآلفٍ وإصارِ
ومدائنٌ ومواطنٌ وأماكنٌ .. رغَباً بحسنِ وشيجةٍ وجوارِ
أصلُ الوَرى حوّا وآدمُ أثْلُهم .. حتى تساووا مِلةً و ذَراري
فالمرءُ إنْ خَفّت بهِ الأوزانُ لمْ .. تُثقلْ به الأنسابُ في المقدار
هل شَفَّّعَت طيبُ الأرومةِ بامرئٍ .. مِن أُمهِ وأبيهِ يومَ فِرارِ
إنّ الكريمَ هو التقيُّ وقلبه .. لا الأصل موضعُ نظرةِ الجبارِ