انتخبنا رئيسنا ومضينا
نصنعُ المجدَ بعد فكِّ القيودِ
كم أرَقْنا على الصدورِ دماءً
فاستشاطتْ وذاكَ سرُّ الصّمودِ
وفَقَدْنا من الشبابِ لكي نَلــ
ــقى خلاصًا من الوثاقِ العنيدِ
كم أقمنا على الظّلام زمانًا
نرقبُ الفجرَ في الصباحِ الوليدِ
كانَ يطغى الفسادُ في كلِّ أرضٍ
في عُتوٍّ وقبضةٍ من حديدِ
أشعَلَتْنا عليهِ حرقةُ صدرٍ
نَشَبَتْهُ مخالبُ العِرْبيدِ
وزمامُ الشّعبِ الودودِ مباحٌ
لبغاةٍ ليستْ لهم من عُهودِ
لكنِ الفجر كانَ خلفَ الرّوابي
يخنقُ الشّكَّ فيه عمقُ الوريدِ
وكأنّ الشعوبَ قد أرّقتْها
كبوةُ الروحِ في خِضَمِّ الجليدِ
فاستفاقتْ كي لا يموتَ شعورٌ
نزفتْهُ على اشتهاءِ الهُجودِ
انتخبْنا برغم كلّ الحيارى
قائدًا ثارَ في الخنا والجمودِ
وتحمّلْنا كي نرى بسمةَ النّصــ
ــرِ تُواسي فؤادَ أمّ الشهيدِ
لم يُرِبْنا مَن قد تخاذلَ مِنّا
أو تراخى عندَ البلاءِ الشّديدِ
هاهُمُ الآنَ قد تولّوْا بعيدًا
واستقالوا في حسرةٍ وشرودِ
وخبا الظلمُ خلفَ قضبانِ سجنٍ
وعلى الوجهِ كدرةٌ من شرودِ
ورَّثَ اللهُ حكمَهُ لحفيظٍ
يحكُم الشعبَ بالسّلوكِ الرشيدِ
انتخبنا رئيسنا وهْو حلمٌ
كم تولّى على جناحِ الصُّدودِ
يا رئيسًا والمُلْكُ مثلُ سوارٍ
من لهيبٍ مُطوِّقٍ حولَ جِيْدِ
قد مكثنا على الضنى فوقَ جمرٍ
نتلظّى بأفقنا المجلودِ
لكنِ اليومَ بعدما قد ملَكْنا
صوتَنا لن نخافَ قهرَ الوعيدِ
وأرى الدّمعَ مُسْبلًا لستُ أدري
أمِنَ الخوفِ أم دموعُ السّعيدِ
قمْ إلينا يا حاكمَ الشّعبِ وابسُطْ
كلَّ بِشرٍ على ابتهاجِ الخدودِ
إنّنا اليومَ نرتوي ألفَ لحنٍ
بعثتْهُ بشائرُ التّأييدِ
ونشيدُ البنودِ تزهو وتعلو
ودَوِيُّ الجموعِ حولَ الشّهيدِ
انتخبنا الرئيسَ مَن كان يدري
أنّ فجرَ الآمالِ غيرُ بعيدِ
عالِمًا يعطي للعلومِ زمامًا
وعلى وجهِهِ صلاحُ الرّشيدِ
حافظًا للقرآنِ مَن غيرُه قد
سِيقَ مُلكٌ إليه غيرَ مُريدِ
إنّني لم أُقبلْ إليكَ بمدحٍ
إنّما المدحُ عورةٌ في قصيدي
بل أتيتُ القصيدَ أحمدُ ربي
وأُرَوّي الفضاءَ من تغريدي
انتخبناكَ حاكمًا لا نبالي
بسياطٍ على مديدِ الجلودِ
فالزمِ العدلَ تلْقَنا لكَ شعبًا
طائعًا لا يخافُ خفقَ الرُّعودِ
نحنُ جندٌ ما دمتَ فينا مُقيمًا
شِرْعةَ اللهِ حافظًا للحدودِ
وإذا المصريُّ استُثِيرَ غَضُوبًا
سل إذا شئتَ عنه قلبَ الأسودِ
ثابتُ القلبِ في الوغى لا يُوَلّي
كيفَ يرتاعُ وهْو خيرُ الجنودِ
لا تدعْ من سبيلِ عزٍّ تراهُ
باديًا إلّا قد هززتَ بنودي
وإذا قدتَ دولتي مثل مَن قد
عزلَتْهُ يدايَ غيرَ رشيدِ
فاعتبِرْ بالذين قد سُجِنوا ما
أمرُهم عن إدراكِكم ببعيدِ
معْكَ نحيا رئيسَ مصرَ كرامًا
نبذلُ الروحَ بعد كلِّ الجُهودِ
كي نرى الشعبَ في أمانٍ وعزٍّ
في ظلالِ الإيمانَ بينَ الورودِ
قد ملكْنا حقوقَنا لن نرى بعــ
ــدَ شروقِ الآمالَ ليلَ القيودِ