يا موطني يا مهلهل لسنا بجرحك نحفل
إنّا ذبحناك إنّا وانت لا زلتَ تجهل
إنا ابحناك نهبا وانت لا زلت تسأل
معاولُ الضغن حبلى وانت للوصلِ معول
تحبنا حبِّ ربٍّ وبغضنا لك مرجل
تلمّنا كعيالٍ وهجرُنا لك مُرسل
نرى دماك سرايا. تمر فينا وتصهل
وصرخة لك خجلى وضحكنا ليس يخجل !!
يا موطنا كم تمادى على ترابك جُهَّل
وكم سقوك جهادا ذوو بخورٍ وحرمل
تكالبوا جمع شر رعاةُ ذبحٍ ومحتل
لتقتسمك مُداهم حتى ولحمك حنظل
فكل ما فيك وقف وكل ما فيك يُؤكل
أفِق بربّك يكفي احلامك اللا تُكلل
أنّى تُناجز غولا. وجيش سورك اعزل
أنى تهبُّ لحربٍ وسهمُ رميك اعصل
فمن تدافع عنهم ودّوا لو انّكَ تُقتَل
ومن يقودُكَ فيها. لصٌّ جبانٌ ومٌختل
جرَّ المآسي بحمق. عليكَ حتى تُكبّل
هذي خطاك تنادي وفي جراحكِ ترحل
هذي خدودك ذبلى وجفن عينك اذبل
مغامراتٌ لحمقى تترى وصوتك يُقصل
وخير نهريك يُبدى سدىً وجرحك قد ملّ
يا موطنا لك يهفو خطابُ صبٍّ توسّل
آتيكَ يَتبعُ عتبي فَرقي وظهريَ مُثقل
من ابتلاك بماضٍ زهوٍ ورأسُك منذل
من ابتلاك بنفطٍ يُغني وشعبك أرمل
من إبتلى بسماءٍ تجفو وأرضٍ تُزلزل
فيك الخناجر ولهى وانت للغير كلكل
سفحتَ امنك دوما لاجل قزمٍ مدلل
تذود عنهم عدوً وهم لغدرك اوّل
ولن تغير نهجا وإن أعادوا المسلسل
يا موطنا يا شريفاً والطيبُ فيك يُرتّل
يا باسما للمدايا وبابُ سعدِكَ مقفل
فدتك كل الاعادي عجمٌ وعربٌ ورُحّل
فداك كل خسيس بكعب عزِّكَ يُركل
فداك كل قبيح مسخٍ فوجهك اجمل
فداك كل حقودٍ جرذٍ يُساقُ مكبّل
ماذا دهانا عجزنا ان نستقيمَ على حلّ؟
لو اعترفنا بشيءٍ من القصور المغلغل
لو انتبهنا وعدنا الى صوابٍ مؤمّل
لو احتضنّا الرزايا وكلُّ ما فات يُغفَل
نرجعك هاماً عراقاً تسمو وقدساً مبجل
نرجعك دجلة خيرٍ وسهل جودٍ ومنهل
نرجعك قائد فكرٍ وصوتَ عدلٍ ومشعل
لو أننا لو عقلنا لو اعترفنا سنفعل
