صدر عن مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية في المملكة العربية السعودية - الرياض، وضمن خطتها للنشر قصص للأطفال بعنوان " ريم والصياد" لمؤلفه د.أسد محمد – سوري الجنسية ومقيم في المملكة العربية السعودية. بعد قراءة النص وتصفح اللوحات المرسومة بفنية كبيرة تتضح الرؤيا المتكاملة للعمل من حيث الفكرة و اللوحة ، وتناسق الشكل الفني للعمل بحيث تقدم للطفل عملا تتفاعل فيه الحواس مع اللغة ، والمادة مع المشاعر مستفيدا من تقنية الفنان ، والأسلوب السردي- الحكواتي إلى حد جلوس النص مع الطفل لتقديم جرعة من الفائدة التربوية عبر إطلاق نوع من الرغبة في تتبع خطوات الأبطال - الأطفال للوصول إلى نهاية تعكس اهتمام الطفل وتترك لديه أثرا إيجابيا بعيدا عن التلقين القسري ، وهذا ما نجح الكاتب في التعبير عنه ، وأوصل مهمته بنجاح من خلال فكرة تبدو بسيطة ، لكنها جديدة بالنسبة للطفل الذي يحتاج إلى المتعة والفائدة في آن معاً ..
وقارب الأسلوب القصصي إمكانية الطفل المعرفية ، فجاءت الألفاظ بسيطة وسهلة ، والجمل قصيرة و معبرة..
تتلخص الفكرة " .. في حث الأطفال صياد على ترك الصيد خلال موسم تفريخ العصافير حفاظا على البيئة وجمال الطبيعة ، نجحوا في إخفاء بندقية الصيد عنه ، وعندما علم الصياد بأمرهم فذهب إلى أبعد مما كانوا يريدون، كسر البندقية وقرر ألا يصطاد أبدا ، بل وكرمهم على تصرفهم الذكي هذا.." فحدث تأثير متبادل بينهم ، إذ قبل الصياد بتصرف الأطفال ، وفرح الأطفال كثيرا بإنجازهم ، هذا السلوك الفطري والبريء الذي عبر عنه الأطفال دعَمه الصياد بتصرف جميل يمثل امتدادا لطفولة كان الصياد بحاجة لمن يوقظها فيه ، وهذه الثنائية في التعامل هي ضرورة للقاء الأجيال ، فلدى الصغار قيم يمكن الاستفادة منها على الأقل " كيفية التعامل مع الطفل الذي يشكل عالمه امتدادا لعالم الكبار " .. وبالتالي احتضان الطفولة والتعامل معها كمدرسة يتعلم منها الكبار ..
وهذا مقطع من القصة " .. ما إنْ أنهت ريم قولها ، حتى شاهد الأطفال سِرباً من الطيورِ يحِطُ بالقرب من المكانِ الذي أخفوا فيه البندقية ..
نهضَ الصيادُ من نومِه، ليجدَ بندقيته قد اختفت ، فبحث عنها في المكانِ دونَ جدوى، فمضى مسرعاً إلى القريةِ وهو يصرخُ وينادي باحثاً عنها.."
انتهى النص بفوز كبير للصياد وللأطفال ..
يستعد الكاتب لإصدار مجموعات جديدة لقصص الأطفال ، ورواية بعنوان " مدينة تهاجر إلى الريف "، ورواية "أحلام لها وطن " إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان " الجولة الأخيرة " ، وأعمال أدبية أخرى.