كنت مريضة جدا، رن جرس الهاتف، أخبروني أنني فزت بجائزة كبيرة على عمل لي، وينبغي أن أذهب لاستلام قيمة الجائزة فورا، شفيت بسرعة، هرولت لاستلام الجائزة.
كلما ضاقت بي الدنيا حَلقت وطرت في السماء، أمشي في الشارع، أشعر أن قدمي لا تلامس الأرض، أنظر إلى الناس لا أراهم، فقد ابتعدت عنهم كثيرا، تداهمني الحيرة، لماذا يهترئ حذائي ويتآكل كعبه إذا كنت أطير في السماء ؟!
خفت منه كثيرا، ابتعدت عنه، قالوا لي إنه الشيطان، اكتشفت بعد زمن أنه كان يخاف مني، ويهرب، فقد أخبروه أنني أستاذة الشيطان، وحفيدة الجن والعفاريت.
كان روائيا غزير الإنتاج، ضحلا، كتب روايات كثيرة، كل عام كان يصدر روايتين مع ضجيج إعلامي كبير، حين مات أقاموا له تأبينا عظيما، بعد زمن نسيه الناس، وأهملوا أعماله المكدسة في المكتبات.
كل شتاء أعتزل العالم، أغيب في سبات شتوي، أخلع جلدي، أبدله، أصير حية، أستقبل الربيع بثوب جديد.
كنت حزينة، سرت في الحديقة العامة، تكسرت أوراق الأشجار الصفراء تحت أقدامي، ذكرتني بالأفول، عدت إلى أضرحة الموتى والأزهار الصفراء. في يوم آخر كنت سعيدة، داعبتني نسمات الخريف، أنعشتني، تكسرت أوراق الأشجار تحت قدمي كما تتكسر الهموم والمصائب أمام عزيمتي وإصراري، ذكرتني بقدوم الربيع، واخضرار الأوراق والآمال.
كتبت الشاعرة قصيدة تتغنى فيها بابتسامة حبيبها، قرأها فاتهمها بالخيانة، ظن أنها تتغزل بابتسامات الآخرين، قرأها الآخرون فظنوا أنها لهم، وصاروا يبتسمون لها كلما رأوها.
أحبها كثيرا، صنع لها تمثالا من الشوكولا، حين أقبل الصيف، خشي أن يذوب التمثال، فأكله، وانتهت قصة الحب.
نظرت إليه، بهرها بجماله، سمعت صوته المنكر، وأحاديثه التافهة، فرأته قبيحا.