-من خلف الكواليس ثرثرة -
ويحكم, ويحكم, ثم ويحكم !
يا شياطين الأدب !!
لا تكفوا عن حشر أنوفكم في حياتنا
- نحن مُريدي الأدب -
بل ولا تفتأوا عن مُزاحمتنا أعذب أحلام اليقظة
تأتون بغتةً
دونما موعد
تختبأون في وسائدنا
تُخربشون عليها
بفلسفاتكم الكونفوشيوسيّه
وتحليلاتكم الأفلاطونيه
ورؤاكم النيتشيّه !
كفووووووا عنا .
قبل قليل..زاحمني أحدهم
حاولتُ صده
أدرتُ ظهري
أشحته بلحافي
صفقتُ له بأطراف قدميّ
لا جدوى!
تناولتُ ورقاً كتلميذةٍ في حضرةِ أستاذٍ يُمليها درساً عصيّ الفهم
ومداداً يرتجفُ من نسيمات الليل, كتبت هذا النص الأدبي الفلسفي .
"" حاول مرّه أخرى ""
كلاكيت #1
مشجبٌ فاخرٌ يتلألأ دونما ابتسام
في زاويةٍ قصيّةٍ من غرفته
معاطفٌ زاهية من كل الأطياف, تتدلى منه
- برداً....جوعاً....عطشاً .. يلفُ المكان !
تتقافز أعينه استنجاداً بأحدهم
""
نحتاجُ كثيرا أن نرتدي معطفاً
يُداري إحساسنا بالعطش, بالجوع,
وحتى الشبع في بعض الأحيان
""
كلاكيت # 2
يمشي الهوينا إليه عنوةً
يزجُ نفسه
يُحاولُ أن يتلبسه
يحشرُ نفسه حيناً من مفترق رأسه..
وحيناً آخر من الفراغات ما بين قدميه
!!
" هه , عبثاً / أخفق "
""""
وأيُ معطفٍ هذا الذي يمكنه
أن يحتوي ذلك كله !!
فرحاً تارةً..وحزناً تارةً أخرى
"""
كلاكيت # 3
- يُتمتم في صدىً
- وحده !...فقط وحده ! ,
قلبُ رفيقٌ مُترعٌ بالعذوبة
يتسللُ خلسةً في ثنايا معطفي
يملأه فرحاً عندما أبكي
ويحيله حفلاً عندما أغني
!!!
- يقترب من فتحة الستار أكثر, قبل أن تنسدلُ كاملةً:
عذراً
عذراً
عذراً يا رفيقي
لم يفِ قلبك اليوم
بحجم ثنايا معطفي
فحاول مرّه أخرى
!!!
تصفيق حاااااااار, ويُغلق الستار الأحمر !
التعليقات
خيال مبدع أخذنا لمعاطف لا تكتفي بالوقاية من البرد، لتقي من الجوع والحزن كذلك، ولكن حتى المعاطف الخيالية عجزت عن استيعاب تداخل المشاعر الإنسانية! سبحان الله الذي خلق الإنسان بهذه الصورة العجيبة والتركيب المعجز.
أظن كتف الأخ يقوم مقام كثيرٍ من المعاطف:
إن أخاك الحق من كان معك ،،،
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ،،،
شتته فيك شمله ليجمعك
لولا شياطين الأدب المُشاكسة لما كتبنا شيئاً :-).
وشكراً لانكم اقتطفتكم الفلسفة الأدبيّه المُتواريه خلف تلك المعاطف .
أجل ياسارّة , هناك دائماً محاولة أخرى , وكتف ومعطف وقلب !
- وتفلت صفقة حارّة من كفّيّ-
يُسدل الستار , يصرخ أحد الحضور :
( كتبت مشاعري والقلب يملي..صدقتك ما أتيتك لامتداح)
وفـاء
عليكِ يا رفيقتي الوفيّه
دوماً دوماً, أغبط نفسي على هذا الوفاء الجم ؛*
وأجمل شعور يا جميتي أن تفاعلك مع نصوصي لا يتوقف على قراءتها, وتقمص معانيها,
وإنّما إهداءاتكِ السنيّه التي تُصاقبها
فمع نصي " تحت شجرة التوت "... كان شاي التوت
ومع" مُمتوسقةٌ بالجمال, وتحديداً المونولوج#12 ",
كانت البالونات الخضراء التي خضبت سماء غرفتي بالخٌضرّه الطريّه
وهذا النص, كان المعطف الشتوي الفاخر.
شكرا لفرحكِ المعنوي والمادي يا فائي
؛*
ومازلتُ أشعر أن السماء أرحب, وفي الأرضِ مُتسعٌ لرقصه ؛)
لي تعليق صغير أرجو أن يتسع قلبك الكبير له.
في المقطع:
(لا تكفوا عن حشر أنوفكم في حياتنا
بل ولا تفتأوا عن مُزاحمتنا أعذب أحلام اليقظة)
هل تقصدين زجرهم أم تشجيعهم على ما يفعلون؟
قولك لا تكفوا ولا تفتأوا فيه تشجيع لهم وهذا لا يستقيم مع المعنى الذي أرى أنك ترمين إليه.
أظنك تصفين حالهم وكان عليك أن تقولي لا تكفون وليس لا تكفوا.
أو أنك تقصدين معنى آخرا استصعب علي.
وشكرا أيتها النجمة.
سؤالك جميل جداً, وفيه استدراك رائع =)
وإليك/ جيم جواب :
أتعرفون العتب بين الأحباب, الذي يبدو في ظاهره زجراً, ولكنه مُوشى باطنيا بالحب والفرح ؟
هذا ما حاولتُ تبيانه ولكن ربّماكانت كلمات الزجر طاغية, كان عليّ أن أوازن ليتضح للقارىء ما أرمي إليه !
لاحظوا معي هذا المقطع :
"""
حاولتُ صده
أدرتُ ظهري
أشحته بلحافي
صفقتُ له بأطراف قدميّ
لا جدوى!
تناولتُ ورقاً كتلميذةٍ في حضرةِ أستاذٍ يُمليها درساً عصيّ الفهم
ومداداً يرتجفُ من نسيمات الليل, كتبت هذا النص الأدبي الفلسفي .
"""
عندما قُلت: (( صفقتُ له بأطراف قدميّ )).. فيهاايحاء بالفرح والبهجة !
وحتى عندما قُلت (( تلميذة في حضرة أستاذ ))
فلولا مقامه الرفيع, ومكانته العاليه لما جعلته في مقام الاستاذ ؛)
شكراً على حضورك الوراق .
قرأتها للمرة الاولى فهممت بكتابة تعليق قد لا يعجبك!!
ولكني أعدت القراءة بتمعن ..
فأدركت ما فاتني من الجمال والروعة
فعلا هناك أقلام تكتب وتمتع حتى وإن لم يمسكها (الرجال)
وشكراً على اقتناص المعاني الدفينة والإطراء النديّ.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة