منذ أعلنت فرنسا عزمها على سن قانون يحظر ارتداء ما تعتبره رموزا دينية والجدل لا يتوقف داخل فرنسا وخارجها ، وبطبيعة الحال كان رد الفعل العربي الإسلامي متوقعا ، ليس فقط لأن القرار يفرض قيودا على الحرية الدينية لمسلمي فرنسا ، بل لأنه اختبار عسير لحقيقة موقف العلمانية الأوروبية من الإسلام . وقد كان رد الفعل الذي يستحق التوقف عنده لما يحمله من دلالات تتجاوز قضية حظر الحجاب أو السماح به هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت القضية مبررا لأن تعرب عن " قلقها على الحريات الدينية في فرنسا للمرة الأولى من نوعها " (2 / 12 / 2003 ) ، فالموقف يتجاوز منطق التصيد النفعي البسيط ليشير إلى فروق جوهرية في الموقف من الدين وطبيعة حضوره على ساحة العمل العام بين شاطئي الأطلنطي .
العراق بلد متعدد . انه متعدد القوميات والاديان والمذاهب والثقافات والمناخات والثروات والتطلعات .
لكن العراق بلد متوحد او متحد في حالة سياسية فريدة اسمها وحدة الداخل ضد هجمة الخارج وبالتالي في حرب الداخل ضد الخارج .
في مجال التعدد والتنوع ، ثمة قوميات عدّة : عربية وكردية وتركمانية وحتى فارسية .
ثمة أديان عدة : الإسلام ، المسيحية ، الصابئة ، اليزيدية ، وقبلها كانت اليهودية.
ثمة مذاهب عدة : سنّة وشيعة ، أرثوذكس وكاثوليك، سلفيون ومتجددون ، اصوليون وعلمانيون .
ثمة ثقافات عدة عربية تراثية واخرى حداثوية ، كردية ماضوية واخرى عصرية . قومية عربية ديمقراطية واخرى عنصرية شوفينية ، ماركسية متعددة المدارس وليبرالية متعددة المشارب ايضا.
منذ نشأ الكيان الصهيوني ومصطلح "إسرائيل الكبرى" يتردد مصحوبا بخرائط متباينة ومخططات مختلفة بوصفه التطور الحتمي الذي سيعقب نشأة الكيان، ولعل المفارقة التي تستحق الذكر هنا أن الخرائط ليست محل إجماع بين الصهاينة أنفسهم وتشير عبارة "من النيل إلى الفرات" والإحالة على الخطين الملونين باللون الأزرق في علم الكيان كرمز للنهرين إلى التصور الأكثر شيوعا من بين تصورات عديدة لخارطة هذه الدولة. وقد كان الانكماش الجغرافي للكيان الصهيوني الذي فرضته التحولات الإقليمية بدءا من حرب العاشر من رمضان مرورا بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء وانتهاء بالانسحاب من جنوب لبنان مؤشرا على أن "إسرائيل الكبرى" ستأخذ شكل سيطرة إقليمية دون توسع عسكري وهو ما عكسه مشروع "السوق الشرق الأوسطية" الذي ولد ميتا.
منذ مدة والنقاشات جارية حول إشكالي توحيد فعاليات اليسار المربطة بشكل أو بىخر بالحركة الماركسية اللينينية المغربية. لقد انطلق المخاض منذ 1990 وتبلورت عدة أفكار وتجمعت بعضها وعبرت عن مواقف جماعية. وقد عرف المسار عدة تعثرات لا سيما ابتداء من 1995. ومنذئد والسجال والجدال قائمان حول جمع الشتات وتوحيد الفعل السياسي. وخلال هذا المسار برزت تيارات وتوجهات، عمل كل واحد منها، بشكل أو بآخر، عل ضمان استمراريته ومحاولة هيكلة نفسه. فهل ستستمر الأوضاع على ما هي عليه، أم يجب الشروع في الفعل؟ نحو أي مسار سيتجه تحول أوضاع اليسار – المنبثق عن الحركة الماركسية – اللينينية ؟ إلى متى سيظل فعله مشلولا ؟ هذه بعض التساؤلات المطروحة أجوب شافية.
منعطف تاريخي بكل معنى الكلمة هذا الذي تمر به المنطقة العربية ليس فقط لوجود دولة عربية تحتلها قوى عسكرية غربية في مشهد لم يتكرر منذ عقود بل لأن هذه القوات العسكرية جزء من رؤية فكرية شاملة أصبحت المنطقة كلها في مواجهتها دون أن تكون مستعدة لهذه المواجهة ، والمشكلة في أصلها مشكلة رؤية الذات العربية لنفسها وللعالم ولم يعد تأجيل الاستحقاقات ممكنا بعد هذا المنعطف ، أو هكذا يبدو .
من شرفة الغرفة رقم 306 أستطيع أن أطل على مدينة فارنا وبحرها الأسود الساحر، وجبالها الخضراء المعشوشبة، وأن أتلصص على جيراني اليابانيين والصينيين والكوريين والهنود والروس والأتراك والألمان، وغيرهم من الجنسيات المختلفة التي تشغى بها شوارع وفنادق مدينة فارنا في هذا التوقيت من العام.
من الشرفة أيضا أطل على أحد المطاعم الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم الآن.
فالبلغار وهم في طريقهم إلى التخلص من الشيوعية، أدخلوا سلسلة هذه المطاعم في بلادهم، لإثبات حسن نيتهم مع الأمريكان.