ما بال أقوام يستغلُّون صلاحياتِ المنصب للنفس والأهل والبطانة، ويستكملون الدراسات العليا بالغش والخداع والحيلة، وأهواؤهم وشهواتهم هي قوانينهم وضوابطهم، ويكتبون مقالات في الصحف لترسيخ مفاهيمَ تُغضب الله ورسوله، ويرون المنكر على أنه حرية شخصية؟!
ما بال أقوام يرون البدعة عبادة، والتخبُّط في الدين قياسًا أو اجتهادًا، ويحللون حُرمات الآخرين، ويغضبون لحرماتهم، ويخلطون الدين عمدًا بالمنطق الأعوج والفلسفة المضلّة، ويمكرون على الناس، ويتناسون أن الله خير الماكرين، ويعملون على تفريق هذه الأمة وتقسيمها إلى فرق ضعيفة ومتناحرة؟!
فُجعت الأمة الإسلامية والمنطقة العربية برحيل «محمد عابد الجابري» المفكر والفيلسوف والمجدد والأستاذ، الذي خسرت الأمة بفقده أحد كبار علمائها الأفذاذ، والذي لم تحظَ الأمة بمثله منذ مئتي عام، والذي ستبقى كتبه وبحوثه وتأملاته حيّة تمنح الأمة الكثير والكثير من التأمل والتفكر والبحث والعمل المضني للاستفادة منها في مجال إحياء العقل العربي المعاصر، واستعادته القدرة الإنسانية اللائقة لبناء حياة شريفة حرة كريمة للإنسان في هذه المنطقة.
لو لم يكن للجابري من فضل إلا سلسلة كتبه عن العقل العربي لكفته، ولو لم يكن له من مكرمة إلا اعتذاره عن معظم الجوائز التي مُنحت له والمناصب التي عُرضت عليه خلال سنوات جهاده الطويلة الزاخرة لكفته، لقد اعتذر عن عدم استلام تلك الجوائز ومعها مئات الآلاف من الدولارات ليعيش كفافاً، رجل علم ومعرفة وبحث، في بيته المتواضع، بين كتبه و «كمبيوتره» وتلك الأسلاك التي تمتد على جدران البيت، و «اللمبات» –البلورات الكهربائية– التي تزين بالنور المتواضع جوانبه، ذلك كان بيت عالم، بيت رجل عصامي عفيف، ضرب من نفسه أروع الأمثلة الحية على التقدم في مجالات الإبداع رغم الفقر والبساطة والتواضع على المستوى الشخصي، والانحطاط والهزيمة والهوان الذي تعيشه الأمة من حوله.
المسافة الزمنية منذ أيار / مايو العام 1948 – وهو عام الصفحة الاولى على اجندة القضية الفلسطينية – حتى أيار / مايو من العام 2010 هي اثنان وستون عاما من عمر منظومة التيه والشتات والمأساة التي ما زالت تفرزها هذه القضية . وبرغم هذا الزمن الطويل جدا ، الا ان تاريخها ما زال يضيء ذاكرة الشعب الفلسطيني ، وان الذين راهنوا على انطفاء جذوتها لا شك انهم قد خسروا الرهان .
القضية الفلسطينية " وكان من المفترض ان لا يكون لها أي مسمى آخر " ، كان هو العنوان الرئيس الذي حمل في سطوره قضية شعب معذب ، صودرت أرضه وطرد منها قسرا واكراها واجبارا . انها والحال هذه قضية لها بعدها الانساني ، الى جانب بعداها التاريخي والجغرافي ، كون هذه الارض وطنا تاريخيا للشعب الفلسطيني ، اقام عليها منذ عشرات القرون .
"حضرتك يهودي؟" هكذا تود أن تسأل أحدهم حين يقول دون خجل أو وجل أن أمنّا حوّاء -رضي الله عنها وجزاها عنا خيرا- هي من أغرت أبانا آدم عليه السلام بالأكل من الشجرة وتسببت في خروجهما من الجنة!
وأكرر السؤال ذاته لكل رجل يقول قوله جادا كان أو شامتا أو حتى متظارفا، فهذه هي الرواية التوراتية التي يؤمن بها اليهود. وعذرا أيها الرجال، النسخة الإسلامية من الرواية مختلفة تمام الاختلاف، فلما أجد الرجال يتلذذون بالهروع إلى الرواية التوراتية ويغضون الطرف عما جاء في القرآن الكريم؟ أليس هذا نوعا من هجر القرآن مثلا، أو جَعْل القرآن عِضين؟
تشكل كلمة “كورتيزون” رعبا لدى الكثير من الناس.. فتجد أول سؤال يسأله الزبون في الصيدلية : “دكتور هذا الدواء فيه كورتيزون؟!”
و ذلك بسبب كثرة أعراضه الجانبية و خطورتها أحيانا.. و لكن .. هل كل الكورتيزونات تسبب نفس الأعراض؟؟ و هل كل ما يكتب في النشرة الداخلية للدواء من أعراض جانبية سيحصل لمتناول هذا الدواء؟؟
للكورتيزونات أنواع مختلفة و قوات مختلفة ..
الفاضل المحترم الدكتور صالح بن سعيد بن حمد الشّيذاني رئيس الجمعية الفلكية العمانية،
تلقيت ببالغ الاهتمام دعوتكم الكريمة في الحضور إلى مسقط لإلقاء محاضرة عن تدريس الفلك في القرن الواحد والعشرين :تجديد وإبداع في رحاب جامعة السلطان قابوس في إطار الملتقى الخليجي العاشر لعلم الفلك، والذي تستضيفه سلطنة عمان ولقد تجشمتم عناء الحصول على التأشيرة والحجز في فندق فخم إكراما للحضور، وليس هذا بغريب على أهل السلطنة الكرام فقد ظل الكرم ديدنهم وتقدير العلم والرغبة فيه دأبهم وشخصيا لي تجارب جميلة مع مجلة نزوى ومع كثير من المنتديات العمانية التي تشرفت بالكتابة فيها كمنتدى السلطنة الأدبي وحظيت بشيء غير قليل من الاهتمام والتقدير ما دفعني إلى المضي قدما فيما قدرته لنفسي من البوح وما ادخرته لقرائي من الأدب والفكر معا. وإن هذه الدعوة الكريمة لتعكس بحق قيمة العلم في السلطنة وشغف أهلها به ، وأراها قمينة حقا بالريادة في عالمنا العربي مستقبلا فقناعتي أن السلطنة تسير سيرا متئدا بلا ضوضاء إلى معارج الرقي الفكري والعلمي والأدبي. وأراها ولا ريب تجسد الحلم حقيقة والأماني واقعا وما ذلك عليها بعزيز.
الصفحة 125 من 433