البقية الباقية من أجساد لم تذق غير طعم الجوع ولم تلتحف سوى لباس الفقر .. تسحل وتسحق وتذبح فى فلسطين الآن !. البقية الباقية من أبناء الشهداء وزوجاتهم وأخواتهم والمرابطين والمكافحين يقتلون بأيدى "الفدائيين" .. الآن ! الثأر والحمية ودعوى الجاهلية تدور رحاها ويطير هواؤها الملوث بالداءوالدماء فى كل مكان فى غزة .. الآن !
نشهد في الفترة الحالية ما يمكن أن نسميه (زوبعة صحفية)، فقد أصبح الغالب على مقالات كتّاب الصحف - اليومية على وجه الخصوص - هو الهجوم على بعضهم البعض حتى بتنا نقرأ اليوم مقال عمرو، وغدًا رد زيد على مقال عمرو، وبعد غد رد خالد على رد زيد على مقال عمرو، والسلسلة مستمرة إلى ما لا نهاية!
هبة رؤوف عزت. واحدة من أهم المفكرات الإسلاميات فى الوقت الحاضر , ولأنها ليست نموذجاً تقليدياً للمرأة المسلمة الأكاديمية المحجبة فقد خاضت التنظير المتقن، واستطاعت أن تبلور العديد من الصّيغ الاجتهادية في موضوعات السياسة العامة وعلاقات الدين بمؤسسات المجتمع المدني. شاءت الأقدار أن أكون وقتها احدى طالبات كلية الإعلام جامعة القاهرة اللاتى جذبتهن العبقرية الفكرية لهبة رؤوف فى أوائل التسعينات ,عندما كانت تناظر نوال السعداوي في موضوعات النسوية كنا نتسابق للوصول إلى قاعات المناظرة قبل موعدها ، وكانت هى الأقل كلاماً والأكثر تجرّداً وعلمية,وفى نهاية المناظرة لا تملك إلا أن تسلمها راية الإنتصار بينما لا تعبأ هى كثيراً بذلك , فهناك مشوار طويل وساحات كثيرة لازالت تنتظرها !
الكويت رائدة عربيًا وإسلاميًا على صعيد الفعاليات النافعة، سواء كانت ثقافية أو إدارية أو تنموية، عبر عشرات المراكز التدريبية والمؤسسات الرسمية والشعبية ذات الخدمات المجتمعية الراقية.
تظل القضية الفلسطينية على مدى صراخها الطويل العالق في الحلقوم ، وكل هذه القبور المحاطة بالشموع على امتداد ستة عقود ، تستعصي على كل المحاولات العقلانية المبحرة في التحليل ،والتي تلجأ إلى دراسة الظواهر من حيث علاقة الأسباب بالمسببات أو المقدمات بالنتائج، كما لو أن القمر شعره معقوف ..!
ما أن أدخل قاعة دراسية أو مكتبة لإحدى كليات جامعة الكويت في يوم السبت من أي أسبوع حتى أشاهد أعدادا من جريدة (آفاق) الجامعية مرمية على الطاولات، وما أن أمشي في ممرات الكلية حتى أرى أعدادا كثيرة من نفس الصحيفة مرمية على الكراسي وفوق الخزائن وعلى الأرض، فيوم السبت هو موعد صدور الصحيفة المميزة.
لو فتحنا معاجم وقواميس المفردات العربية سنجدها تتفق على مفهوم " الأمي" هو من لا يعرف القراءة والكتابة ... ولكن ماذا يسمى من يعرف القراءة ولا يقرأ ويعرف الكتابة ولا يكتب؟
فالقراءة والكتابة هما كالماء والهواء في حياة المثقف الذي يعيش و يعاصر المجتمعات المتحضرة، فأصبح انعكاس عقلية الفرد ومستوى ثقافته على مرآة المجتمع هو المقياس التي تقاس منها الشعوب بين مختلف بلدان العالم .