" العالم بدأ من غير الجنس البشري وسينتهي من دونه "
كلود ليفي ستراوس
لم يكن المسرحي الأثيني أرستوفانيس جادا كدأبه حينما أوضح في معرض رده على المتحاورين في "مأدبة" أفلاطون التي كرست برمتها لموضوعة الحب ، كيف أن البشر كانوا في الأصل غير محددة هويتهم الجنسية ، إذ أنهم كانوا ذكورا وأناثا في كيان واحد . ويستطرد أرستوفانيس بأن تلك الحالة أفضت بهم إلى أقصى درجات الرضا والسعادة ولكنها استفلحت فيما بعد لتنقلب إلى غطرسة وغرور. عندها قرر الآله زيوس أنزال العقاب ببني البشر من خلال شطر كل منهم إلى نصفين ؛ ذكر وأنثى . مذاك أضحى كل منهم يتوق إلى نصفة الآخر الذي اقتطع منه . فكانوا ، والحديث هنا لأرستوفانيس كلما ألتقيا طوقا بعضهم البعض بذراعيهما وتعانقا ، يحركهم في ذلك شوق وحنين لأن يعودا مرة أخرى مندمجين في كيان واحد .
من حق الحب علينا أن نعترف بوجود ثقافته التي تنعش ذاكرتنا وأرواحنا وحروفنا وسطورنا كعشاق كتاب وكلمة. السؤال الذي يطرح نفسه.. ماهي ثقافة الحب؟ هل هو مجرد "ريبورتاجات" للتعري فقط؟ هل هو شعور مغذٍ لاحتياجات الفرد / الجسدية والعاطفية والنفسية والفكرية؟ أمْ هو فن من فنون الوجود الاجتماعي؟
لعبت الزوايا والكتاتيب والمعاهد الدينية دورا كبيرا في طرد الإستعمار الإسباني والإيطالي والفرنسي من المغرب العربي وهي التي كانت تعبئ الإنسان المغاربي ضد المستعمر البغيض الذي وصل إلى المغرب العربي ثأرا لأيّام الأندلس كما كان قال قائد الحملة الفرنسية إلى الجزائر دومينياك . وساهم التعليم الديني في المغرب العربي في الحفاظ على اللغة العربية التي لجأ الإستعمار الفرنسي إلى كل الأساليب والإجراءات لوأدها .
علاقتي بالطبخ والطعام ليست في أحسن حالاتها، فلست من المستهامين بالمطبخ، ولا أنوي أن أكون منهم في يوم. لكن المتمعن يدرك أنه في ثنايا عالم الطبخ، قضايا ثقافية وفكرية جمّة.
ما يميز التعليم في البلاد الغربية عن التعليم في البلاد العربية أنهم يشجعون الطلاب على التعبير عن آرائهم وأفكارهم وهي قضية أساسية في المناهج التعليمية لديهم ونلاحظ أثرها عندما تعمل أي قناة أجنبية استطلاع عن رأي الجمهور عن موضوع معين باختيار عشوائي من الشارع الغربي تجد عندهم الطلاقة والإسترسال في إبداء رأيهم أما هنا في البلاد العربية فالتعبير محدود بكلمات ومفردات بسيطة.
قد يكون هناك عالم بلا ورق كما هو الحال في دار ناشري ولكن هل يوجد عالم بلا أرق؟ الحقيقة تفكرت في هذه المسألة وسألت نفسي ما هي صفات العالم بلا أرق؟ وبدأ عقلي يسرح ويتخيل عالم كله نوم..ولكن عندما تكثر من النوم تتعب! وتخيلت عالم بلا حركة ولكن عندما تقعد تمرض! وتخيلت عالم بلا فشل ولكن لا تنمو إلا عند الفشل.. وتخيلت عالم بلا منافسة ولا صراع..ولكن عندما يغيب هذا تفسد الأرض!
حكاية حقيقية: حدثني أحد الأصدقاء عن أن والده كان حراميا في ستينات القرن الماضي، وأنه (والده) وأحد أصحابه كان يتسللون ليلا في الأرياف ليسطوا على بعض البيوت الغنية ليسرقوا من الماشية آو بعض الأشياء الثمينة. وان في البلدة القريبة كان هناك مقهى يلتقي فيه بعض الحرامية، فيأتي في الصباح الشخص المسروق ليعلمهم بأن شاة أو بقرة أو غيرها قد سرقت منه، فيعطي أوصافها، فيقول له بعضهم أو احدهم، أمهلنا حتى نردها لك، ولكن لتدفع لنا وللحرامي مقابلا، فيوافق الشخص على ذلك. وهكذا يعاد له الحلال إلى أصحابه كما يقولون.