حقاً. ما الفائدة المرجوة من كدح الثانوية العامة. دعك من كل السنين التي يمضيها التلميذ أسيراً لمقعد الدراسة؟
لا تُسمعوني رجاءاً موشحات حول قيمة (العِلم) وأحلام (الجامعة)، ولا تُدخلوني في متاهات سوق العمل واقتصاد المعلوماتية. الواقع يثبت –ببرود- يا سادة أن كل هذه ليست سوى تفاصيل نكتة سيئة. جداً.
لقد صدرت في الآونة الأخيرة القوانين والتشريعات العديدة، في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي، تجرم كل من يتحدث أو يكتب أو ينشر أي مادة تشير إلى عنصرية “إسرائيل” وعدوانها سواء كان ذلك يعني أفرادا أو حكومات.
هذا مقال نشر في مدريد في 13 مارس 2006 للأستاذ "إغناثيوس غوتيريث دي تير" المستعرب الإسباني الذي يدرّس التاريخ الإسلامي المعاصر في جامعة أوتونما بمدريد 2006.
"بعد أسابيع طويلة من اندلاع أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد ما زلنا نتساءل عن الدوافع الحقيقية التي تقف وراء القضية، خاصة وأننا ألفينا بعض الجهات الغربية وأخرى إسلامية تبذل جهدها من أجل استغلال القضية، مما أدى إلى إفلات المسألة من عقالها،
عرضنا عضلاتنا أمام بلد كالدانمارك ليس لديها إلا النوق والبقر ومنتجاتهما في أسواقنا فشددنا أسرها وأسرهم وأرينا العالم منا صولة وجولة تمخضت في آخر الأمر عن لاشيء.
لاشيء في المجال السياسي لأن الحكومة الدنماركية لا تستطيع ولو أرادت أن تعتذر عن فعل قامت به صحيفة في بلد حر ديمقراطي وهذا أمر يعرفه كل من له أدنى علم أو اطلاع على شؤون البلدان الغربية.
لو تتبعنا ما يقع من البشر من مخالفات للقوانين الشرعية والوضعية، لوجدنا أن وراء أكثرها دافعاً واحداً خطيراً، هو "الهوى".
فما حقيقة الهوى؟ وما أمثلته في الواقع؟ وما موقف الدين الإسلامي منه؟ وكيف يكون العلاج منه؟
هذه أسئلة يجيب عنها هذا المقال، لعله يُسهم في تخفيف آثار الأهواء علينا، والله من وراء القصد.
معظم الكلمات تكون فارغةً تماماً من معناها إن لم تُقل في وقتها، لكن الصمت يبقى دائما فضيلة عندما تبلغ حادثات الأيام درجة من العبث والفوضى والاضطراب تصبح معها الكلمة سلاحًا شديد الخطورة،