يثير الحديث عن حال هذه الأمة في نفسي شجونا كثيرة، ومن ذلك الحديث عن وحدتها، فقد أصبحت البديهيات تحتاج إلى إثبات، حيث الواقع يقول شيئا والفكر والأدب والتاريخ يقول شيئا آخر. يقول الفكر والتاريخ كنا ذات يوم لنا تاريخ وحضارة، كنا نعترف ونعتز بنخوة المعتصم وكنا نعلم الناس درب الحضارة ومعنى الحياة.
ولكن كنا لم تعد نافعة أين نحن الآن الواقع يقول إننا في تخلف في كل الميادين ابتداء من العلم وانتهاء بالفن مرورا بما شئت بعد ذلك لقد تعصب الناس حتى في الفن تحدثوا عن تزوير انتخابات في برنامج فني مؤخرا نسوا أو تناسوا أن الغناء لن يصنع لنا مجدا وأنه وسيلة ترفيه وليس غاية أمة
إن من ولد بالجزائر سنة 1905 يكون قد أتى في فترة يتصل فيها وعيه بالماضي الممثل في أواخر شهوده ، وبالمستقبل في أوائل صائغيه...هذا كلام مالك ابن نبي عن مولده الذي يراه وسطا بين ماض انقضى وانطفأ وهجه.. وهو الماضي الذهبي للأمة الإسلامية عندما كان المسلمون هم السادة لا المسودين .. والقادة لا المقودين ..وبين مستقبل باكورة صياغته لم تتم ،و لم تظهر ملامح تجليته على المسرح العالمي بعد.ولهذا حرص مالك ابن نبي على طول حياته العلمية و الفكرية أن يوصل الماضي المشرق للحضارة الإسلامية بجميع تفرعاتها العطائية في مضمار الإحياء الحضاري لكل ما ينفع الإنسانية.
كل المقاييس التي يعتمد عليها خبراء الإستراتيجيا تشير إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على سقوط حضاري وسياسي ممّا يمهّد لبروز قوى أخرى ومنها القوّة الإسلامية , وهذه المقاييس في غاية الدقّة إذ تستند إلى مؤشرّات واقعيّة معاصرة , وإلى مؤشرّات تاريخية تتمثّل في إستكمال الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية للدورة الحضاريّة والتي تمتّد بناءا على إستقراء شبه كامل لمدّة خمسة قرون – وقد بدأت النهضة الغربية وتحديدا قبل خمس قرون و مازالت مستمرة إلى يومنا هذا - , وكل هذه المؤشرّات الواقعيّة والتاريخيّة مردفة بالإجماع الشعبي العربي والإسلامي والبشري المناهض للسياسة الأمريكية القائمة على نظام مختّل يخدم طرفا واحدا وهو الولايات المتحدّة الأمريكية .
امتشاقي للقلم وممارسة دور الكاتب ،والكتابة الصحفية لم يكن مرتبا ،أو محسوبا لا من قبلي ولا من قبل عائلتي التي كان مبتغاها أن ترمقني مع الأقران حاملا لمحفظة وسائرا في خط غير منكسر صوب الجامعة .. فحلم العائلة كان ضمن مجال معرف ودقيق أن لا أضيع بين متاهات البطالة مع جحافل البطالين الذين لفظتهم المدرسة فأصبحوا صعاليك ،وبين طيش الطفولة المغرورة بما تملك من قدرة عقلية على الاستيعاب.. فلا يصدنها صاد عما في بطون الكراسات.وكان لي ذلك أن تفوقت على الأقران وتملكت جانبا مهما من سنوا ت النجاح أو هكذا كانت تبدو لي .. وعلى طول نجا حاتي لم أكن أدري ماذا أريد.. سوى أن أنجح وكفى
فى بدايات التاريخ قتل قابيل هابيل و من بعده لم تتوقف الحروب و لم تنطفىء شرارة الحسد على وجه الأرض ... بداخل كل انسان طاقة تسمى الرغبة تحركه و تدفعه لتحقيق أمنياته و البحث دون توقف عن مزيد من الأهداف, عندما تصطدم هذه الطاقة النشطة " الرغبة " بعوائق تضطر للتراجع خطوة الى الوراء تصاب فيها باحباطات و ضغوط و عندما تنظر حولها و ترى آخرين حققوا ما لم تستطع تحقيقه يتفجر بداخلها الغضب, و هذا أول أسباب اندلاع الحسد بداخل الانسان,
إصلاح المجتمع يبدأ من إصلاح الفرد، وإصلاح الفرد يبدأ من إصلاح فكره أولاً، وهكذا كان سلف هذه الأمة، فكرهم يرتفع عن الترهات، ومقاصدهم تسمو على النجوم، ولا أدل على نبل تفكيرهم، وسمو مقاصدهم، وثاقب نظرتهم من خبر ذكره الجاحظ، قال: (نظر عثمان بن عفان رحمه الله إلى عير مقبلة، فقال لأبي ذر: ما كنت تحب أن تحمل هذه؟ قال أبو ذر: رجالاً مثل عمر).
الوطن هو الذي يعطيك لغته، ويمنحك ثقافته، وينشئك على عاداته وتقاليده، ويغرس فيك قيمه ومبادئه.
يولد المولود على الفطرة، فيقضي سنواته الأولى في أحضان أسرته، ثم يأتي دور الوطن ليكمل رسالة الأبوين تعليماً وتثقيفاً وتهذيباً وتربية.