جاءت نظم التعليم الأساسي الحديثة بمرتكزات جديدة من أبرزها:
-سنوات دراسية نظامية قبل التعليم الابتدائي فيما تعرف ب كي جي(KG)1 وكي جي(KG) 2.
- مستويات متقدمة في اللغات الأجنبية من أبرزها الإنجليزية والفرنسية.
-مستويات متقدمة في الرياضيات من جبر وهندسة.
-مستويات متقدمة في العلوم من كيمياء وأحياء.
-كم كبير جدا من المعلومات مع تطبيقات أقل.
سُئل رجل: لِمَ تكلفت مشقة صعود الجبل؟ فأجاب: لأني وجدته أمامي! ومن تلك المشقة، ما ضاق دون كتابتِه وتصويره ألوف الأوراق والأشرطة، ولم يطرح يوماً ثمرا، بل خلف علقما وشررا، ويظل يخوض فيه كثيرون وهم يقدرون ألا يخوضوا، ولكنهم لا يشعرون، فيتكلفون الوعورة ويدعون المهاد.
فلنتناجى بود، أيها العروسان، لعلنا نجتنب غفلة يخضع له بعضنا في بيوت ومجالس وعلى هواتف، لا ينتبهون منها إلا قليلا حين ينير فيهم قبس من يقظة، ثم يطفئه طوفان الإمعية، فيستعيدون خضوعهم للغفلة، يجترونها ويضيفون إليها، ثم يرسلونها كأنها تبرع محمود وعطاء مطلوب وهي هباء منثور.
العجب، أن نوغل في مرض بدلا من نبذه ومنْع عدواه، كأننا مسحورون نستمرئ ما لا يستساغ. العجب إن جهلنا الفرق بين البدايات والنهايات، فلا نحن نفهم ولا غيرنا. مقاصدنا ونهايات أفعالنا، مهما كانت جميلة جذابة، إذا اتخذنا منها أوصافا وأعذارا لمسالكنا وبدايات أفعالنا، مهما كانت قبيحة ومنفرة، غالطنا أنفسنا، ووصلنا إلى غير ما نريد، فنكون خسرنا تعب المسلك والوقت، وخسرنا القصد المنشود، بل مزجنا فعكرنا وأفسدنا.
إن شباب أي أمة منها بمنزلة الجسد الذي يحفظ الروح، وإذا كانت الحياة لا تكون إلا باجتماعهما، كان من الواجب المحافظة على ذلك الجسد والاهتمام به أشد الاهتمام، فكلما كان الجسد قوياً صحيحاً معافى كانت الحياة كريمة عزيزة.
والتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاق رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هي ما يجب أن نعلمه لشبابنا، فيجب أن يتعلم شبابنا معنى الرجولة والمروءة، والأمانة، والصدق، والشجاعة، والكرم، والإيثار، وحب العلم، والعمل والاجتهاد، وتحمل المسئولية، وأن ننأى بهم عن أخلاق ذلك العصر الذي كثرت فيه الخيانة، والكذب، والجبن، والبخل والميوعة، والتخنث، والتنصل من تحمل المسؤولية، والمطالبة بالحقوق وإهمال الواجبات.
فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجلى فيه خلق الرجولة وتحمل المسئولية منذ صغره، فلما أصبح رجلاً، وبعثه الله تعالى نبياً ورسولاً، طلب كبراء قومه من عمه أبو طالب أن يغريه بالمال والجاه والدنيا ويصده عن دعوته، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أجابه قائلاً: (والله ! لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك دونه) [1].
وكانت حياته صلى الله عليه وسلم عبارة عن سلسلة من المواقف التي تدل على الرجولة، والشجاعة، والبطولة، وتحمل المسئولية.
ونحن هنا نريد أن نلقي الضوء على نماذج لنشأ تربى على الأخلاق، والرجولة، وتحمل المسئولية، ليتعلم منهم أبنائنا وشبابنا.
احتفظت سنغافورة بمركزها الأول للسنة الثانية على التوالي في تحليل المعهد الدولي للتنمية الإدارية للاقتصادات العالمية وقدرتها على تحقيق الرخاء؛ وذلك وفقا للتقارير الدولية الصادرة عام 2020؛ وهو الأمر الذي يؤكد النتائج التي توصل إليها كاتب المقال في دراسة علمية نشرها بالمجلة المصرية للتنمية والتخطيط عام 2018، والتي أكدت أن جودة التعليم قبل الجامعي أحد أهم أسباب هذا التفوق الرائع والمبهر لسنغافورة التي كانت فيه ضمن الدول الأوائل على مستوى العالم؛ حيث وصل معدل الأمية في سنغافورة إلى 4,6%؛ فالتعليم هو استثمار في رأس المال البشري الذي احتلت سنغافورة فيه المركز الأول عام 2018.
لا زحامَ خانقا، ولا طوابيرَ من المعجبين شبه المُسَرنَمين المتقاطرين من أجل توقيع أو صورة مع المؤلف. لا معرض للكتاب هذا العام. ولعلها فرصة ميمونة لإعادة النظر في خياراتنا القرائية.
حينما كنت صغيرة، في الثمانينيات والتسعينيات، سمعت بمصطلح "أفلام المقاولات"، وهي أفلام ذات قيمة متدنية، هدفها الربح من بيعها على أشرطة الفيديو التي كانت رائجة آنذاك. من الفترة ذاتها أتذكر أيضا مصطلح "الأغنية الهابطة". ورغم أنني لم أفهم معنى المصطلحين حينها، إلا أنني أتذكرهما جيدا. الغريب أنني أعجز عن تذكر أي أغنية وُصمت بأنها هابطة، أو فِلم صُنف أنه فِلم مقاولات. ولا تفسير لهذا إلا بأحد أمرين: إمّا أنّ ذاكرتي سيئة جدا، وإمّا أن هذه الأفلام والأغاني نُسيت فعلا! والحق أنّي أشتكي من ذاكرتي أحيانا، لكنّ كوني أتذكر مصطلحات معقّدة على دماغ طفلة مثل "الأغنية الهابطة" و"أفلام المقاولات" يعني أن ذاكرتي لا بأس بها، ومسألة عدم تذكري لعناوين الأفلام والأغاني يعني ببساطة أنها أخفقت في أن تحجز لنفسها مكانا في ذاكرتي.
أحيانا، وبدافع الخوف، نمنح أشياء بطولة لا تستحقها؛ الكورونا على سبيل المثال!
هو فيروس خَطِر ولا شك، وقاتل في بعض الحالات، وحريٌّ بنا اتقاؤه ما استطعنا. لكن التمادي في خشيته يحوّله من مجرد فيروس إلى كابوس!
هذا العالم مليء بالأخطار، ومَظنّات الألم، ومزالق الخوف. هذه طبيعة الحياة الدنيا، وهذه الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نتمنّى الدار الآخرة ونسعى لها سعيها.
لا شيء يمكنه أن يحرّر الإنسان من المخاوف التي تنتهبه إلا إدراكه لآليةِ حدوثِ المقادير. حينما يكتب الله أنّ فلانا سيتألم ألما قدره كذا (على افتراض أن هناك وحدة لقياس الألم)، فإنه سيتألم ما كُتب له أن يتألم. قد يتألم بالكورونا، أو بعلّة أخرى، أو بفجيعة، أو بخيبة، أو بفقد ... الخيارات جمّة. المهم أنّ نصيبه من الألم آتيه لا محالة. وقد يصادف أن ينال شخص نصيبه المقدور من الألم بالكورونا، وينال شخص آخر نصيبه بفقد عزيز مثلا. الجوهر واحد، السبب اختلف. وكما قال الشاعر:
ومن لم يمتْ بالسيف مات بغيره *** تعددت الأسباب والموت واحدُ
وموفّق مَن يعرُج من التعرّف على السبب، إلى التعرّف على المسبب؛ رب الأسباب جلّ وعلا.
لم يكن يدور في خيال أحدٍ من المحيطين بهذا المولود الصغير "رضا عبد السلام" أن يصبح له هذا المستقبل المشرق وهذا النجاح الباهر بسبب الإعاقة الحركية التي وُلد بها، وهي الضمور في الذراعين. إلا أن استقبال والديه له بالرضا، ومن ثَم أسمياه "رضا"، وتصميم والده الحاج عبد السلام، رحمه الله، على الاهتمام به وتعليمه، كان له الأثر الواضح في بلوغه هذه المكانة.
فكان من عادة أهل الريف أن يتعاملوا مع أي صاحب إعاقة بنوع من الشفقة، ثم يهبونه للقرآن الكريم ليتعلَّمه ثم يتكسَّب من تعليمه عندما يكبر، إلا أن والده كان له أسلوب آخر في التعامل معه...
فأول ما فعله عند استقباله هو أن صلى ركعتين ثم توجه إلى الله تعالى بهذا الدعاء "أنت الذي خلقته وأنت الذي تسيره للحياة"، ثم أخذ في رعايته وتعليمه شيئًا فشيئًا حتى مرت سنواته الأولى وأصبح على مشارف الالتحاق بالمدرسة.
الصفحة 2 من 53