لقد ذكر صاحب النجوم الزاهرة في تعريف الفروسية: أنها نوع آخر غير الشجاعة والإقدام، فالشجاع هو الذي يلقى غريمه بقوة جنان، وفارس الخيل هو الرجل الذي يُحسن تسريح فرسه وسلاحه، وتدبير ذلك كله، بحيث إنه يسير في ذلك على القوانين المقررة المعروفة بين أرباب هذا الشأن. ويُذكر أيضًا أن الفروسية أو الفروسة أو الفراسة: هي الحذق بركوب الخيل وأمرها. هذا ويُقال أن أصل الفروسية هو الثبات على الفرس العُريّ - أي الفرس العاري الغير مُسرج.
ويُذكر أيضًا أن أصل الفروسية وكمالها هو حفظ العنان، ونظر الفارس أمام فرسه وحيث يضع يديه، وتعهده لآلته من سرجه ولجامه، ويُقصِّر ما يحتاج إلى تقصير ويُضيِّق ما يحتاج إلى تضييقيه، ويطوِّل ما يحتاج إلى تطويله، كل ذلك يفعله بوزن.
وكانت الفروسية في العصور الإسلامية هي مطمع أنظار الشباب إذ تستهوى قلوبهم لما فيها من ألوان الشجاعة لذا مارسوها واتخذوا لها زيًا خاصاً، وتدربوا على استعمال السلاح كالضرب بالسيف أو الرماح أو الرمي عن القسي بالنبل، وغيرها من هذه الأمور.
وبشكل عام فإن المسلمين كانوا يعتمدون على الخيل اعتمادًا أساسياً في شتى مجالات الحياة، بجانب باقي أنواع الدواب وأجناسها (كالبغال والحمير)، ومن أهم هذه المجالات الجهاد في سبيل الله (الحروب والمعارك)، وكوسيلة للنقل والمواصلات، وفي أعمال الزراعة والصناعة، بالإضافة إلى استعمالها في الصيد، وكذلك استخدامها في القيام بأمور الرياضة والسباقات والفروسية، مع الاعتماد عليها كوسيلة للتسلية وهزل الفرسان، مثل القيام بالألعاب المختلفة كلعبة الكرة والصولجان.
ولذلك فقد لزم الأمر القيام بتدريب وتربية وتأديب وتعليم الخيول لإعدادها وتجهيزها لكي تكون صالحة لما سبق ذكره بالأعلى وعلى الأخص في أمور الجهاد في سبيل الله، والسباقات، والصيد والطرد، وممارسة بعض الألعاب مثل لعبة الكرة والصولجان، وجميع هذه الأمور تندرج تحت مفهوم الفروسية بمدلولها الواسع الذي يشمل معظم الأعمال التي يقوم بها الفارس وهو يمتطى فرسه.
إن ارتباط البحث العلمي بمتطلبات التنمية في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها وموضوعات وقضايا حقوق الإنسان، يجعل منه أحد المرتكزات الأساسية للتنمية والتقدم. ولاشك أن علاقة البحث العلمي بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والنتائج المترتبة على ذلك، والمتمثلة في رفع معدلات الإنتاج وتحسين نوعيته، وإدخال الأساليب والتقنيات الحديثة في النشاطات الإنتاجية والإدارية للمؤسسات التنموية، يؤدي إلى تطويرها وزيادة مساهمتها في الدخل القومي للمجتمع.
فأحد أهم مقومات ودعامات بناء الدولة العصرية الحديثة هو الاهتمام بالبحث العلمي، ومن هذا المنطلق فإن الجامعة لا يمكن أن تسهم في عملية التنمية إلا بتوجيه آليات عملها البحثي نحو الاهتمام بقضايا ترتبط بالتنمية، عبر دراسات ميدانية لأنشطة المؤسسات في قطاعات الصناعة والإنتاج، وقطاعات الصحة والتربية والخدمات، وقضايا حقوق الإنسان وغيرها، وتقديم نتائج الأبحاث العلمية للمؤسسات للاستفادة منها في تطوير أنشطتها الإنتاجية وتحسين آلية العمل والنشاط التنموي.
قد يتساءل المرء أحياناً ـ عندما تتحقّق العدالة بأن يتم توقيع العقوبة القانونية على مُرتكبي الجرائم ـ عن موقف القانون من الكثير من الجرائم التي قد ُترتكب في الخفاء.
تلك الجرائم التي قد يرتكبها أشخاص يعتبرهم المجتمع من أكثر الأشخاص طيبة وعطاء ومِصداقية، وبما أن تلك الجرائم تُرتكب في الخفاء فكثيراً ما يؤدي ذلك إلى عدم التوصّل إلى اكتشاف مُرتكبيها، وبالتالي إلى عدم إنزال العقوبة العادلة بهم ... تلك هي الجرائم التي قد تُرتكب من قبل أشخاص بإمكانهم إخفاء خبايا نواياهم تحت ستار من النفور الشديد من كل ما قد يتسبب بإيذاء الآخرين.
تحدثت في مقالات سابقة عن عوامل تقدم مجتمعات ومؤسسات من وجود فريق للعمل ومن سيادة قيمة المؤسسية، ومن العمل على تطبيق إدارة المعرفة، ومن سيادة الأخلاق، ويأتي هذا المقال لاستكمال أسباب تقدم مجتمعات ومؤسسات؛ وذلك بالحديث عن عامل خامس مهم للتقدم، ألا وهو التخطيط الاستراتيجي الناجح successful strategic Planning والتخطيط التشغيلي successful Operational Planning.
قبل أيام تصدر عنوان عريض جذاب الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي وشغل الناس أنفسهم به مطولاً وهو اليوم العالمي للمرأة، ولا أدري هل الأيام الباقية حكرًا على الرجل؟ أم أرادوا للمرأة أن تتميز في هذا اليوم دون سواه.
وهل يكفي يوم واحد لتكريم المرأة؟
إن الذين حددوا يومًا للمرأة، هم الذين أطّروا القوانين التي تسمح بانتهاكها حينما تعرض جسدها أمام الشاشات وفي إعلانات التلفزيون ودور الفن والأزياء، بل وتعمل إلى جانب الرجل في تنظيف المراحيض العامة، وفي مناجم الفحم وفي محطات تعبئة الوقود، وفي عربات القطار، غذوا فيها (الّندّيّة) بأن تكون ندًّا كونها صنو الرجل بكل شيء فلم يبق إلا أن يقسموا الحمل والولادة بينها وبينه، فألبسوها التاج في يوم واحد وصادروه منها في سائر الأيام الأخرى من العام فأوغلوا في امتهانها وتحريرها من كل فضيلة حتى الأمومة أرادوا انتزاعها تحت مسميات عدة.. فمن قوانين لجنة المرأة في الأمم المتحدة الحرية الجنسية، كأن تتخذ المرأة فوق الثامنة عشرة أيًّا ما ترى من صديق أو خليل أو عشيق، وأن تمارس السحاق مع بنات جنسها كحرية شخصية، ومنع الزواج المبكر تحت سن الثامنة عشرة، وتدريس الثقافة الجنسية في المدارس، وتوزيع أقراص منع الحمل من أجل جنس آمن..والقائمة تطول.. وهكذا نسفوا بعرض الحائط كرامتها وعفتها، وتناسوا مسؤوليتها الأولى كونها ربة منزل، بل قوّضوا بنيان الخلية الأولى في المجتمع، وهي الأسرة، فكيف ستكون هناك أسرة صالحة ما دامت المرأة مغيّبة عن دورها الأساسي؟
- مَـدخَـلٌ
لمْ أعتدْ تلوين الأيَّام، إلَّا أنَّ هذا اليوم أبَى إلَّا أنْ يَصطَبِغَ بالحُمرَةِ!
لماذا الأحمر؟
لا أدري، فالسِّرُّ مجهول حتى هذه اللَّحظة!
الأحمر و الحبُّ، علاقة قديمة
الأحمر و الـدَّم، علاقة دائمة
الحـبُّ و الـدَّم، علاقة عُلويَّة نادرة!
لقد أضحت مشاركة جمعيات المجتمع المدني في عملية التنمية البشرية أمرًا من الأهمية بمكان، نظرًا لما أصبحت تلعبه من أدوار أساسية وحاسمة داخل المجتمع كقوة اقتراحية وكمكون فعال على مستوى تفعيل السياسات التنموية، وتنفيذها، ومتابعتها، وتقييمها، وكذلك نظرًا لقربها من شريحة عريضة من المواطنين وقدرتها على الانخراط الإيجابي في تعبئة الموارد المادية والبشرية وتأهيلها.
بيد أنه، ومن أجل تحقيق هذه المؤسسات لأهدافها التنموية، لا بد لها من قدرات وإمكانيات وافرة تجعلها تتجاوز كل المُعيقات التي تقف في طريق وصولها إلى غايتها المنشودة. وهكذا، تلعب مؤسسات المجتمع المدني أدوارًا طلائعية في عملية النمو والتنمية الاجتماعية الشاملة.
إن الأنظمة الحديثة تركت لجمعيات المجتمع المدني الفرص السانحة للبروز، والصعود، والنمو، باعتبارها أداة للمساهمة في التنمية الاجتماعية، كما أن الجمعيات تشكل مقياسًا للدمقرطة والتنمية البشرية في مجتمع معين، وكلما توفر مجتمع على مؤسسات مدنية قادرة على التحرك والمبادرة، دل ذلك على مستوى التنمية البشرية المستدامة وعلى قدرة البشر على الفعل الإيجابي. والأكثر من ذلك أن هذه الجمعيات أضحت تعبيرًا عن الرأسمال الاجتماعي والإنساني (الرأسمال اللامادي) الذي يعد عند الكثير من الباحثين والمفكرين أهم من الرأسمال المادي.
الصفحة 5 من 53