فوز تيّار العماد ميشال عون في الجولة الثالثة من الانتخابات كان مفاجأة لبنان لنفسه . بل كان مفاجأة المسيحيين لأنفسهم ، يقول البعض. غير ان العماد عون يصرّ على انه زعيم وطني يمثل المسيحيين ويمثل غيرهم أيضا، وأنه لم يتفاجأ بفوزه أبدًا .
إذا كانت الفتنة التي عصفت بالبلاد، وراح بسببها زهاء ربع مليون قتيل من المواطنين الأبرياء، وأكثر من عشرين مليار دولار كخسائر مادية أحصتها الجهات الرسمية، جرّاء توقيف المسار الانتخابي الديمقراطي الأول، حسب ما صرح به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الدورة الثالثة والتسعين للمؤتمر الدولي للعمل في جنيف بسويسرا، هي من قبيل الهبّة الوطنية التي أوقفت انزلاق التجربة الديمقراطية في الجزائر، فإننا نسأل أنفسنا أين موقع نفس التصريح لنفس الرئيس وفي نفس البلد سويسرا، بأن إيقاف المسار الديمقراطي في الجزائر في 1992 كان عنفا.
في اجتماعه القطري المنصرم ناقش حزب البعث السوري كثيرا من القضايا والمشكلات، وكان من التوصيات التي صدرت عن الاجتماع: الدعوة الى التخفيف من قيود قانون الطوارئ المطبق في سورية منذ اكثر من عقدين من الزمن، ولست بصدد مناقشة اجتماع الحزب وما تمخض عنه، لكن الكلام عن هذا القانون اثار كثيرا من الشجون والآلام, ففي مصر ايضا يبسط قانون الطوارئ ظله على البلاد منذ نحو ربع قرن، وما زالت احزاب المعارضة ومنظمات حقوق الانسان تطالب بإلغاء هذا القانون لما ينطوي عليه من منح الاجهزة الامنية صلاحيات واسعة في الاعتقال الاحترازي للمعارضين السياسيين دون توجيه تهمة محددة، مع ما يصحب ذلك عادة من تصرفات تعسفية تخل بالكرامة الآدمية لأولئك المعارضين
بكل بساطة والإجابة المباشرة لهذا السؤال هي نعم. لقد عاد محمود عباس من واشنطن خالى الوفاض وبخفي حنين أيضا. وموضوع هذا المقال جاء للرد على ما ورد في برنامج "أنا والآخر" تقديم الأستاذ الفصيح والبليغ حازم أبو شنب الذي لم يخف ميوله العباسية (نسبة إلى محمود عباس)، إن صح التعبير.
إن معرفتنا بهذه الأمراض الوراثية وطرق تشخيصها قد تطور كثيرًا في العقود الأخيرة، فما نعرفه اليوم يُعَدّ أفضل بكثير من معرفة من سبقنا من الأجيال، لكنه قطعًا سيكون قليلاً إذا ما قورن بما سيعرفه من سيأتي من بعدنا، وهكذا هي المعارف البشرية كلها، كل جيل يزيح اللثام عن علم أو جزء من علم من ملكوت الله وعلمه. هذا العلم البشري والتقدم المعرفي والتطور الإنساني سيبقى ومهما بلغ، أقل بكثير من نقطة في بحر علم الله سبحانه وتعالى، وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. سبحانه وتعالى.
حقق مرشحو حزب الله تفوقًا لافتًا في جولة الانتخابات النيابية الثانية التي جرت في دائرتي الجنوب والنبطية الأحد الماضي. وكان مرشحو حركة حماس قد حققوا نتائج مماثلة في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في قطاع غزة.
من هاتين التجربتين الغنيتين يمكن استخلاص حقيقتين ساطعتين . الأولى ، أن لا تناقض بين المقاومة والديمقراطية. فالمقاومون بالسلاح يستطيعون أن يكونوا ديمقراطيين بالرأي وبالكلمة السواء. الثانية ، أن الانتخابات تضفي شرعية إضافية على المقاومة، إذ ليس أدل على ثقة الشعب بنهج المقاومة وقادتها من انتخاب مرشحيها ليتولوا كنواب صلاحيات تمثيلية وتشريعية!