عندما تمر ذكرى ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لا بد من النظر إلى ما يدور في الوطن العربي الأكبر وما آلت إليه الأحوال من بؤس وانهيار وضياع وإذلال وامتهان لكل شيء يمت للعروبة بشيء. والأكثر من ذلك أن ليس هناك بارقة أمل أو بصيص من نور يتلمس الإنسان العربي طريقه وسط هذا الظلام الدامس. ونسأل أين أنت يا عبد الناصر؟ لقد كان وجوده يبث الأمل في النفوس. ما أزال أذكر ترقبنا، نحن الشباب، لخطاب عبد الناصر وانتظاره على أحر من الجمر. وأنا هنا أتحدث كمواطن فلسطيني، كنت مع أصدقائي نختلف أحايين كثيرة في مواقف وجزئيات معينة مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولكن عندما كنا نتحلق حول المذياع ونستمع إلى خطابه يتبدد الاختلاف ويدب الأمل في نفوسنا ونجدد ثقتنا بقيادة هذا الرجل العظيم.
صباح العيد يا وطني .. يا طائرا لم يقدر الموت على اغتياله .
ولدت ألف مرة ومرة .. نفضت عنك لعنة الرماد .
كتبت بالعناد .. وثيقة الميلاد
مكابر أنت على جحيم النار والجراح
أقرأ في عينيك شمسا أزهرت .. من رحمها سيولد الصباح
شمسا تلون المدى حبا .. غداة صحوه ينقشع اليباب
تمسح وجه ذلك التراب .. من رحلة اغتراب
ليس هناك شيء اضر على العاقل من اتخاذ قرار متعجل في لحظة غضب وانفعال، فمثل هذه القرارات التي تكون وليدة ظروف نفسية قاهرة لا تسلم غالبا من الجور والشطط، فحين تتبوأ العاطفة المتقدة موقع الحكم يتوارى العقل منسحبا على استحياء، اذ انهما كالسيفين اللذين لا يجتمعان في غمد، وكالربانين اللذين يتنازعان مقود السفينة فلا يمضي رأي احدهما إلا بتنحية الآخر, وفي ظل الحوادث الدموية المؤسفة التي شهدتها البلاد هذه الأيام فإننا في مسيس الحاجة الى الأناة والتروي والاصغاء الى صوت الحكمة المتزن لينجح المجتمع في تجاوز هذه المحنة الطارئة التي ازعجت البلاد والعباد.
في دول الاتحاد الأوروبي هناك 11 عطلة عامة ثابتة خلال السنة، مما أصاب البريطانيين بعقدة "التخلف" لأن عدد عطلهم العامة السنوية ثمان فقط، ومن ثم تم تكليف لجنة حكومية لتحديد التوقيت المناسب لعطلة تاسعة على أن تكون ما بين أغسطس وديسمبر لأن الناس يعملون زهاء 111 يوما متصلة (مساكين) ما بين آخر عطلة عامة في أغسطس وعطلة الكريسماس في أواخر ديسمبر.. يعني أكثر بلدان العالم رفاها وبحبحة وإنتاجية ترى أنه لا يجوز حمل إنسان على العمل لأكثر من شهرين متصلين، وبالمقابل فإن معظم الدول العربية لا تعرف سوى عطلة عيدي الفطر والأضحى، و.... ربما اليوم الوطني (الاستقلال) الذي يسمى في البلدان المحكومة بأنظمة انقلابية "عيد الثورة"... يعني الفضل في تمتع معظم المواطنين العرب بيوم عطلة في غير العيدين يعود إلى الاستعمار، فلولا أنه حكم بلداننا، ثم تركها، لما صار يوم الاستقلال عطلة عامة.. في جميع دول العالم المنتجة يحترمون حقوق العاملين ويفتعلون المناسبات ويجعلون من وقائع عامة ووطنية "حجة" لمنح الناس بضعة أيام من الراحة مدفوعة الأجر
خصصت الجامعة العربية مشكورة مبلغا ضخما لتحقيق السلام في الصومال، بدءا بنزع سلاح المليشيات القبلية، فخلال الاجتماع الوزاري الأخير صدر قرار عن الجامعة بتقديم مليون دولار للحكومة الصومالية الجديدة لنزع نحو مليوني قطعة سلاح في أيدي المواطنين، وقال رئيس الحكومة الصومالية إن المبلغ لا يكفي لنزع السلاح في حي واحد من أحياء أي بلدة صومالية،.. والتفسير الوحيد لهذا السخاء العربي هو أن من اعتمدوا ذلك المبلغ المهول لا يعرفون شيئا عن الصومال.. عندما اشتعلت الحرب في البلقان ما من رئيس أوروبي، إلا وزار المنطقة "بدل المرة أربع"، والصومال من الناحية النظرية "عربي" وعضو في كل المنظمات العربية عديمة الجدوى، ولكن العرب الوحيدين الذين زاروا الصومال خلال الـ 15 سنة الأخيرة هم المتطوعون العاملون في جمعيات الإغاثة.. وحتى هؤلاء لم يعد بإمكانهم زيارة الصومال مجددا لأن "الإغاثة العربية" إرهابية بالضرورة!
الخطوات الإصلاحية المتبعة حكوميا منذ بداية الفترة البوتفليقية،التي اعتبرت كفترة تغيير شامل لكل المفاهيم السائدة،اقتصاديا،وسياسيا لم تستطع إلى الآن أن تخلق جوا أوكسيجينيا،يسهل على كل القوى الحية في البلاد بأن تتفاعل مع المرحلة الجديدة.وتتكيف مع المنعطف الاقتصادي الليبرالي كبديل للاقتصاد المركزي البالي.فمشروع الإنعاش الاقتصادي مع بداية سنة 2001 الذي اعتبر نقطة عبور نحو إصلاحات اقتصادية، لم يكن في حقيقة الحال سوى قفزة في فراغ مجهول،شبيهة إلى حد كبير بالقفزات الكاميكازية.ولو أن المشروع صاحبه غلاف مالي ضخم،وسيج بسياج معنوي أطلق عليه مشروع مارشال الذي أنقذ أوروبا من الضياع،والجوع بعد الحرب العالمية الثانية.