على الرغم من التحديّات الكبيرة المحدقة بالعالم العربي , و على الرغم من سوداوية الواقع السيّاسي والإقتصادي والثقافي والأمني والحضاري فإنّ البعض في هذا العالم العربي يحاول القفز على هذا الواقع بخيارات لن تزيد العالم العربي غير تراجع وإنحطاط من قبيل ثقافة سوبر ستار الذي تبثّه قناة تحمل شعار المستقبل و القادم من الإيّام .
أكثر الناس في الحديث عن ذلك البرنامج الفضائي الغريب ,فحذّر من أضراره على النشء المربون والمصلحون,وأصدر المفتون الفتاوى المغلّظة بتحريم مشاهدته والمشاركة في حلقاته ,ونبهوا مأجورين مشكورين على آفاته الخلقية ومفاسده الاجتماعية وما أحسن ما صنعوا نصحا للأمة ودرءا للفتنة وذبا عن حريم الفضيلة وحمى الشريعة .غير أنني لم أجد من نبّه على أمر خطير يقنع العاقل أيّا كان دينه ومشربه بالجرم الذي يرتكبه منظمو البرنامج بحق المشاركين فيه والذين يبدون ضاحكين ملء أشداقهم راقصين رقصة الطير مذبوحا من الألم!.
هذا الشهر حري أن يوصف بأنه شهر القيان والغلمان!فحفلات الغناء والزمر تجتاح لياليه طولا وعرضا ليس في الكويت فحسب بل في معظم العواصم الخليجية وفق ترتيب دقيق إذ يرحل المغنون والمغنيات من مطار لآخر في سباق مع الزمن ,هو ما يمثل جوا خصبا لتنامي فكرة المؤامرة التي تستوطن أدمغتنا وتعشعش في جماجمنا!وفي الكويت يصدع الإعلام الرسمي رؤوسنا كل حين بإعلاناته المتوالية عن مهرجان (هلا فبراير) في جو يذكرك بالأجواء التي تعيشها كفور ونجوع الريف المصري قديما حيث تتزاحم موالد الأولياء والصوفية التي يختلط فيها الحابل بالنابل,وربما حملك التكرير المزعج المرهق لاسم هذا الشهر على الاعتقاد أن سيدي (فبراير) أحد هؤلاء الذين طارت بهم أجنحة الكرامات المزعومة فحط رحاله غلطا في الكويت بدلا من قرى الصعيد!
إن مستقبل التعليم في عالم متغير بلا شك يتأثر كثيرا بتكنولوجيا المعلومات وثورة المعلومات. وبنفس القدر سيتأثر بطرق استخدام التكنولوجيا من قبل المدرسين والطلاب أنفسهم للإعداد لتعلم مستديم ومستمر لمواجهة التغير المستمر المتسارع.
حدث أكثر من مرة أن لؤي بهدلني لأنني دخلت غرفته دون أن أقرع بابها، مع أنه يعرف أن غرفته هي ملاذي الآمن بعد يوم العمل، لأبتعد عن نقنقة أمه لبعض الوقت، فعند عودتي إلى البيت بعد الظهر أكون في حالة عصبية لا تسمح لي بأكثر من تبادل تحية ماسخة مع أفراد العائلة، والتهام بعض اللقيمات على عجل ثم التوجه إلى غرفة لؤي، وكثيرا ما أجد له العذر في ثورته لأنني أقتحم غرفته أحيانا بلا استئذان، ولكنني، وفي أحيان أكثر، أثور في وجهه: البيت بيتي وأنا حر أرقد وأنوم في أي مكان زي ما أنا عايز!!
"وابني، أهديته، اجمل هدية ...دون أن يكون مدينا لي بشيء تصوروا ماذا كان يمكنه أن يصبح لو أنني دللته ؟" هذا كلام السيد هوندا أحد عمالقة الصعود الصاعق للبيان من نقطة الصفر بعد الحريق الشامل على يد الولايات المتحدة الأمريكية بالقنبلتين الذريتين هو " هيروشيما" و"نكازاكي" عام 1945 وقد قاله في جلسة عامة حينما سئل عن الذي قدمه لأهله وذويه ولماذا لم يقف بجانب ولده الوحيد عندما اضطر إلى تأسيس شركته الخاصة ، "فهوندا" رفض مثلا أن يو ظف الإبن عنده لأنه كان يعتبر ذلك محاولة منه لإفساد الولد... ودفعه الى الاتكالية بدل الفعالية
أيتطلب الأمر ان نتحدث ابتداء عن دور النشء في بناء الامم والاوطان، وان نشيد ونطنطن بقيمة هذه الثروة البشرية الثمينة وضرورة الحفاظ عليها من الضياع والتبديد؟ اعتقد انني سأتجاوز تلك المقدمة الطللية التي تثير الشجون وتستمطر الدموع حين نتفحص الواقع الفعلي لمؤسساتنا الرسمية وشبه الرسمية في بناء الهوية وغرس خصوصية الانتماء لدى أبنائنا الناشئة، وهو واقع مأسوي يتناقض مع تلك المقدمات النظرية المعزولة عن ميدان التطبيق لتبقى الى الأبد حبرا على ورق!