(( سقطت عذراء جاكرتا شهيدةً وفي يدها وردة حمراء ذات أشواك, وعلى ثغرها ابتسامة رضا, وفي جبينها مصحفٍ صغير, تبلل أهدابها الطويلة دمعة عشقٍ خالد )). أتذكر أن هذا المشهد النضالي من الرواية الملحميه " عذراء جاكرتا " للأديب الإسلامي "نجيب الكيلاني", نُوقِشَ إثر عقد الملتقى الدولي للأديبات الإسلاميات في القاهرة مذ فترة. وقد احتدم النقاش حينها بين الضيوف حول ' صورة المرأة المُسلمة في الأدب والبُعد الإلتزامي في تشكيلها ' وامتداد تأثيرها في ذهن القارىء,. حيث يتضح لنا من خلال هذا المشهد الصورة الترميزيه التي سعى إليها الكيلاني للمرأة التي تنذر نفسها للدعوة والاستشهاد في سبيل الله. ومُقارنتها بصورٍ أخرى يسعى الأدباء المُتحررين عادةً الى ترسيخها في رواياتهم عن المرأه الفاتنة إلى ترمز إلى الشهوانية المُتقدة, وحصر المرأه في قالب ثقافة الجسد.
أحيانا نمر بمواقف عابرة و روتينية و متكررة فلا نلقي لها بال و لا نتفحصها لنرى خفاياها و نتدبر خلفياتها, فهذه هي الحياة عميقة في مدلولاتها سطحية في معطياتها و هذا ما حدث معي في سفرة قصدتها مع عائلتي للراحة و التغيير.
ليس ثمة فرق كبير بين الولايات المتحدة الأميركية ، والإتحاد الأوروبي ، فيما يخص الإستيطان الإسرائيلي في القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى . الإستيطان بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية مفتوح على مصراعيه . وليس ثمة ما يحول دون استكمال مشروعه . والقدس ، وإن كانت رسميا لم تعلن عاصمة أبدية لإسرائيل ، إلا أنها تعامل على أنها العاصمة الفعلية لها .
هذه الحالة الفلسطينية التي يعيشها الفلسطينيون بين «فتح» و «حماس» تمثل أبلغ صور التعبير عن حال الأمة وما غرقت فيه من تشرذم وشقاق وانتكاس وارتكاس. لقد كانت فلسطين وما زالت وستبقى بكل ما يجري فيها، سياسيا واجتماعيا وإنسانيا، المسرح الذي يقدم صورة حقيقية صادقة عن أوضاع الأمة من المحيط إلى الخليج.. هذا العنف الإنساني الذي يبلغ حدّ الإجرام قسوةً، وهذه المبالغة في رفض الآخر والتي تبلغ حدّ إهدار الدم، وهذا العناد الخطير الذي بلغ حدّ تدمير كل المكاسب التي كان قد حققها الفلسطينيون جميعاً بدمائهم وأشلائهم وآلامهم ومعاناتهم وقهرهم وصمودهم مئة عام.
للاستماع إلى هذه المقالة بصوت الكاتب:
{play}/audio/Nashiri_Osama_Bangal.mp3{/play}
{enclose Nashiri_Osama_Bangal.mp3}
في عام 255 هجرية ثار العبيد الزنوج في البصرة وما حولها، احتجا جًا على أجور العمل المتدنية وظروفه القاسية، إذ كانوا يعملون من قبل طلوع الشمس إلى ما بعد غروبها، في تجفيف المستنقعات واستخراج الملح ونقله، من أجل تحصيل لقيمات قليلة من الطعام لا تكاد تسد رمقهم.
الصفحة 183 من 433