سياسة الكل الأمني التي تحولت بقدرة قادر وكما فرضها الظرف البوتفليقي على خصوم فكرة التحاور حتى مع من تحوم حوله شبهة القرابة الأيديولوجية مع الإسلاميين، ناهيك عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو المسلحين في الجبال والأحراش .إلى سياسة وئامية تقبل التفاوض مع الذي حمل السلاح ،وروَّع الآمنين.بل تقبل بالعفو والقبول بتغيير الفكرة كلية ،و ما اصطلح عليه على أن سياسة الكل أمني هي الخيار الإستراتيجي الذي لا محيد عنه كما كان يعبر عن ذلك عرَّاب الاستئصال رضا مالك ومن لف لفه من عتاة الإبقاء على تأزم الحالة الأمنية
المتأمل في فسيفساء الخارطة السياسية في الجزائر ،من أحزاب ذات مشرب ديمقراطي،وأخرى ذات مشرب وطني وإسلامي،ويحاول أن يجد للإخفاقات المتكررة التي رافقتهم مقابل تحكم السلطة في زمام القرار السياسي،والتوجهات الكبرى للبلاد يدرك مكمن الخلل ،ومربط العلة في أن المعارضة على اختلاف أطيافها لا ترقى إلى مستوى القوة التي تستطيع مناطحة الدور الريادي الذي تقوم به السلطة في كل مناسبة سياسية
إذا كانت بلا ريب هي القوة العظمى في العالم الآن بلا منازع، فإنه يحق لنا - معشر الضعفاء - التساؤل عن تركيبة الإكسير العجيب لتلك القوة المذهلة وسرها الخبيء! إنه يتكشف أمام ناظرينا هذه الأيام التي تشهد إسدال الستار على الفصل الأخير من الموقعة الانتخابية للفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ولعل أبرز ملمح يميز هذه الانتخابات ذلك التنافس الشديد بين قطبيها: كيري وبوش، فقد ظلت استطلاعات الرأي تؤكد التقارب الكبير بينهما حتى اللحظة الأخيرة وبطريقة تضطر المراقب الى متابعة نتائج فرز الاصوات حتى النهاية، ولا يقتصر الابهار هنا على التقنية الديموقراطية النزيهة لسير عملية الانتخاب بشفافية وجلاء، فثمة جوانب أخرى جديرة بالمتابعة تتصل بمقومات الزعامة والصفات التي يكون بها الرئيس رئيساً، فالمناظرات التي كانت تجري بين المتنافسين وتبث حية عبر محطات التلفزة المتلفة تتيح لجمهور الناخبين التعرف على الطريقة التي يتعامل بها المرشح مع ما ينتظره من مشكلات وطموحات وقضايا على صعد سياسية واقتصادية واجتماعية، وهي تمثل ايضاً معياراً أميناً لقياس ما يتمتع به من حسن التصرف وحضور البديهة والذكاء المنجد في مواضع النقاش التفصيلي الدقيق.
ربما لا يجادل مثقف عربي في أن فهم أمريكا وبناء صورة أكثر دقة عن كيفية دوران آلتها السياسية الضخمة قد صار أكثر إلحاحا من أي وقت مضى وهذا الفهم هو البديل الذي تأخر الانحياز إليه كثيرا غرق فيها خطابنا السياسي والإعلامي في خطاب هجائي مسطح أغرق في ترديد المقولات التآمرية استسهال تفسر كل ما يسبق الانتخابات الأمريكية أو يصاحبها بأنه بمنطق "التفسير الانتخابي للتاريخ"، وكان هذا الخطاب كان يبدو في نظر الكثيرين كافيا لأن يوفر علينا عناء البحث عن إجابة يحملها ضمنا السؤال نفسه، فأمريكا ببساطة هي الشيطان!
حساسة هذا الموضوع – الزواج المختلط – و إرباكاته المتعددّة تملي على الباحث أن يغوص في كافة الأسباب التي جعلت مثل هذا الزواج ينتهي بشكل درامي في بعض الأحيان و كأنّه الوجه الأخر لصراع الحضارات ولكن بشكل مصغّر و النماذج التي عاينّاها هنا وهناك إنتهت بشكل درامي للأسف الشديد , وحدث أن أصبح الأولاد عرضة للضياع والتذبذب النفسي والحضاري أيضا , وهنا لا بدّ أنّ أشير إلى أنّ الزواج في حد ذاته هو ظاهرة اجتماعيّة حضاريّة نصّت عليه كل الشرائع السماويّة والفلسفات الباحثة عن سعادة الفرد والمجموع
ترى.. هل نغالي إذا قلنا: أن ما يقوم به شارون، عبر ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، راهناً، هو عملية منهجية، مدروسة ومتصاعدة، لتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، من أجل : منع، أو على الأقل: تأخير، قيام دولة فلسطينية مستقلة(؟!).
قطعاً، لا نغالي.. خاصة، إذا لاحظنا القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة "الأمنية" الإسرائيلية، منذ أسابيع قليلة مضت.. فمن جهة، قررت تلك الحكومة الدفع بقوات عسكرية ـ جديدة ـ إلى قطاع غزة ومنطقتي وسط الضفة الغربية وشمالها، وتشديد عزل هذه المناطق، المحاصرة أصلاً.. هذا، قطعاً، بالإضافة إلى تلويح شارون الخاص بـ "طرد" الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، باعتبار أنه لم يعد مهماً لإسرائيل(هذا، قبل "الوعكة الصحية" التي ألمت بالرئيس عرفات، مؤخراً).