تحدثت أمس بحرقة عن الـ12 مليار ريال التي يحرقها المدخنون السعوديون سنويا، وأعرف أن من يقومون بحرق ذلك المبلغ الضخم يعتبرون أن المسألة تستأهل، فالمهم عندهم هو أن السيجارة تجعل المزاج رائقا والأعصاب هادئة، طيب هناك كذا مليار آدمي على وجه الأرض لا يدخنون ولا يعانون من انفلات الأعصاب والتوتر.. بعبارة أخرى فإن السجائر هو الذي يسبب التوتر والنرفزة، بمعنى أنه لو لم تكن أو تصبح مدخنا لما جعلك الحرمان من التدخين عصبيا،.. ولأنني أعرف أن الإنسان بطبعه يضيق بالوعظ والنصائح، لأنها تعطيه الإحساس بأنه مقصر أو قاصر وأن الناصح أو الواعظ يقوم بدور "الوصيّ"، فإنني أقول للمدخنين إنني صاحب تجربة ضخمة في مجال التدخين، وقد كتبت عشرات المرات عن أنني بدأت التدخين بنوع من التبغ يُزرع عندنا في شمال السودان، رائحته أسوأ من رائحة الجورب (الشُرّاب) المحترق، ثم مررت بطفرة حسبتها حضارية واستخدمت سجائر ينتجه مصنع محلي، وكنت طوال استخدامي لذلك السجائر أصاب بالسعال الدجاجي ست مرات في السنة
تأخرت الطائرة التي كان من المفترض أن تقل زوجين سعوديين إلى مدينة بيشة، فرمى الزوج يمين الطلاق على زوجته في المطار،.. وشخصيا أستطيع أن أتفهم مدى ودرجة انفلات الأعصاب الذي يسببه طول الانتظار في مطار أو عيادة أو دكان حلاق.. فلأنني أحترم المواعيد فإن إخلال أي طرف بها يجعلني على درجة عالية من النرفزة، ولكن لا أحسب أنني كنت سأطلق أم الجعافر بسبب خطأ شركة طيران (ما جعل الزوج السعودي يفقد أعصابه ويقرر الطلاق هو أن الزوجة رفضت فكرة العودة إلى البيت إلى حين الإعلان عن الموعد الجديد للرحلة)..
من الصعب الحديث عن المخطط الشاروني، القادم، أو قل: طبيعة الرؤية، المقترحة، في مسألة الانسحاب من قطاع غزة، دون ما مواجهة العديد من التساؤلات التي يثيرها مثل هذه "الرؤية"، وذلك "المخطط"؛ خاصة وأن تلك التساؤلات كانت، وما تزال، مصاحبة لعملية الجدال الشديد، على ساحة العمل الصحافي العربي, حول هذا الشأن.
من هذه التساؤلات: هل يمكن اعتبار الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، هو خطوة أولى على طريق خطة شارون: "فك الارتباط مع الفلسطينين، ومحاولة عزلهم في جزر كبيرة، عن طريق الجدار الفاصل(؟!).. وهل هو ـ من هذا المنظور ـ نوع من "تصدير" شارون لأزمة إسرائيل الداخلية إلى الساحة الفلسطينية(؟!)..
الجميع مع المفاوضات : أمريكا والاتحاد الأوروبي والفلسطينيون وسوريه وإيران ، الاّ اسرائيل ، فهي وحدها مازالت متحفظة حيالها الى إشعار آخر.
مناخ الحوار والمرونة هذا ليس سببه وفاة ياسر عرفات وتوافر فرصة للأخذ والعطاء ، كما يـقولون . ثمة أسباب أخرى تتعلق بكل طرف من الأطراف المتصارعة في المنطقة . أمريكا ، مثلا، لها أسبابها ودوافعها ، بدءا من العراق إنتهاء بلبنان ، مرورا بفلسطين وسوريه . لعل ورطتها في العراق هي الدافع الأساس لإشاعة جو من الإعتدال المفاجىء في مقاربتها لكل القضايا العالقة .
ماذا عن أمريكا في العراق ؟
هواياتي، مطالعة الأطلس، أحسست بالملل، فتحت أطلسا وتمعنت في محتويات القارات والبلدان، وصار الأمر أكثر إمتاعا بعد صدور أطالس موسوعية، ولعل مرد احتفائي بالأطالس هو أنني كنت وما زلت شغوفا بمادة الجغرافيا.. هوايتي الأخرى هي اقتناء القواميس، وعندي منها في البيت أكثر من ثلاثين، فلدي تقريبا قاموس إنجليزي عربي أو عربي إنجليزي لكل التخصصات والميادين العلمية، ولم يكن ذلك بدواعي أكل العيش، بحكم أنني اعتشت من الترجمة لسنوات طويلة، ولكن لأنني أحب سبر أسرار وأغوار الكلمات
أن نسمع من الناس البسطاء عبارات اللامبالاة والحث على انغلاق الكويت على قضاياها المحلية ، هو شيء متوقع منهم - وإن كان غير مقبول ولا معقول - فهو إحدى التأثيرات السلبية الباقية للاحتلال العراقي الظالم لأرض الكويت المسلمة والمسالمة .
أما أن نسمع ذات اللهجة الانعزالية من شخصيات عامة مثل رئيس إحدى السلطات الثلاث في الدولة و رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية الخمس ، فهذا شيء غير متوقع وغير مقبول في آنٍ واحد !