بعد أسابيع تمر الذكري العاشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي شهدتها دولة رواندا في العام 1994 ، ولعلها مشيئة الله التي أرادت أن يسبق هذه الذكرى صدور قرار تعيينك رئيسا لـ " المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر " وهو القرار الذي نكأ الجرح ودفع لفتح هذا الملف ، فأنت أحد الذين يتحملون المسؤولية عن وقوع هذه الجريمة ليس فقط لتقصيرك في أداء مهام منصبك كأمين عام للأمم المتحدة - حسب تقرير للأمم المتحدة نفسها - بل قبل ذلك بسنوات .
هاجس الناس وحديثهم في الجزائرهذه الأيام منصب فقط حول إستحقاق 8 أفريل القادم..ذلك أن التلاسن والتراشق الكلامي بين المترشحين والرئيس إرتفعت وتيرته، بل إن تهافت المشهد الإنتخابي بدأ منذ شرع بوتفليقة في تطبيق إستراتيجية "الصدمة والترويع" ضد خصومه..وكثير من الناس صاروا سكارى ومخذرين من إستعراضات بوتفليقة لمجموعة إنجازاته، ومن وقع التلفزيون الذي صار يتقن كل نظريات التأثير النفسي..فهل هذا كفيل -فعلا- بمبايعته لعهدة ثانية..؟
إذا كان الحديث عن الذكريات حديثا ذا شجون,فلا تثريب علينا أن بسطنا القول فيه,ولم لا؟ والذكريات حصيلة حصاد سنين العمر بحلوّها ومرّها,إذ تتراءى مشاهدها أمام أعيننا في كل حين نخلو فيه إلى أنفسنا متحررين من عقال صخب الحياة المادية وإسار ضجيجها المتلاطم. وحين نُصنّف تفاريق الذكريات إلى ذكريات مؤلمة وأخرى مفرحة ,فإننا في عملية التصنيف هذه ننساق بلا شعور إلى إصدار أحكام جائرة عليها,فنظن واهمين أن الذكريات السعيدة تبعث في القلب روحا من البشر ووهجا من الفرح,وعلى العكس من ذلك تكون الذكريات الحزينة!وتغدو هذه الظنون حقائق مسلمة لا تقبل النقض ولا الاعتراض لدى كثيرين ممن يقفون في روز الأمور وسبر الفهوم عند بادئ الرأي وأوائل الفكر.
قد يبدو للمتأمل في ما أقدمت عليه الفصائل الإسلامية الممتهنة للسياسة من مبايعة حزبية للرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة هو عين السياسة الرشيدة وعين الحكمة بما أن هذه الأحزاب الإسلامية لا تملك القدرة على ترشيح فرد من أفرادها. كما أن نفس المنطق هو السائد لدى هذه الفصائل الإسلامية كونها غير قادرة على خوض مغامرة الرئاسيات لما تحمله كلمة الرئاسيات من ثقل قد يكون بالأمانة وهم للأسف لن يقدروا على حملها وبالتالي حملها عنهم عبد العزيز يوتفليقة.
فرضيات كثيرة بدأت تطرح من قبل الراصدين للشأن الجزائري بعد الإعلان الصريح لموقف الجيش من الإستحقاق الرئاسي ،وهي ماذا سيكون مآل الجزائر في حال تمكين بوتفليقة من عهدة ثانية .. فهل سيتدخل الجيش ويلغي الانتخابات نزولا عند شكوى المعارضة التي تشكك من الآن ومند مدة في نزاهة الاقتراع وفي نزاهة الحكومة والمشرفين على العملية الانتخابية..