من صفق للقاعدة؟
بعدما ضرب اليابانيون في (07/09/1941) ميناء (بيرل هاربر) صفَّق صنفان اثنان: صفّق اليابانيون فرحين بقدرتهم على ضرب أمريكا، وإصابتها إصابة قوية، وصفّق شخص آخر هو تشرشل، وقال: انتصرنا على اليابان.
والقصة أنه في الحرب العالمية الثانية كان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا آنذاك يلح على الرئيس الأمريكي للدخول في الحرب معهم ضد اليابان، لكن الرئيس الأمريكي لا يستجيب، وذهب تشرشل لزيارة أمريكا، وألح، واستعمل كل ما يستمتع به من عبقرية، وروح دعابة ليقنع الرئيس الأمريكي، فما استطاع.
لكن اليابانيين ـ بغبائهم ـ أقنعوا الرئيس الأمريكي، وصفَّق تشرشل، وفرح، كما فرح اليابانيون، لكنّ الفرق كان كبيراً بين التصفيقين، والفرحين!! كانت ضربة اليابان لأمريكا نهايتهم.
يا تُرَى من الصنفان اللذان صفَّقا لضرب برجي التجارة العالمية، ووزارة الدفاع؟
ـ صفَّق بعض المسلمين ـ كما صفق اليابانيون ـ فرحين بضرب أمريكا، فرحين أن فيهم بطلاً، وبطولاتٍ، وأبطالاً.
ـ صفَّق بعض المسلمين ـ كما صفق اليابانيون ـ لأنه نالوا من أمريكا نصيرة إسرائيل، وما أدراك ما فعلت إسرائيل!
ـ صفَّق بعض المسلمين ـ كما صفق اليابانيون ـ مما عاشوا ويعيشون حالة من الهزيمة، والذل، والهوان، فرأوا في ابن لادن وجماعته بطولات تدغدغ مشاعرهم، وترفع من معنوياتهم ، وتعيد إليهم شيئاً من كرامة أهدرت، حتى أصبحت جيفة عفنة، تتقزز منها النفوس، ويتقيأ عفنا من يراها.
لكن هناك صنف آخر، في الجانب الآخر صفَّق، كما صفَّق تشرشل.
فمن صفَّق؟
صفّق ، كما صفق تشرشل، اليمنيون، والصهاينة، وهاكم جزءًا من ضحايا ذلك العمل:
ـ احتلال أفغانستان، والعراق، والضحايا في البلدين.
ـ نهب خيرات العراق، وتهديد وجوده بالتقسيم، وانتهاؤه باعتباره القوة الثانية العربية، بعد مصر. ـ فلسطين ...
ـ الثقافة الإسلامية، بسيطرة العالم الغربي على المنطقة.
ـ جميع الجمعيات الخيرية في بلاد العالم.
ـ ملايين البطون الجوعى.
ـ آلاف المساجد التي كانت تبنى.
ـ جميع مراكز الدعوة في بلاد العالم.
ـ جميع المسلمين في العالم الغربي.
ـ وقبل كل هذا وبعده: الإسلام نفسه، مسخ ، وشوه، وعرض على أنه دين الدماء، ودين الكراهية، ودين الحقد ...
ـ هل عرفتم الآن من صفق، كما صفق تشرشل؟
ألا إن تجار الأسلحة واليمينين من الأمريكيين ـ ومن قبلهم الصهاينة ـ عديمو الوفاء، ناكرو الجميل، ولو كانوا يملكون ذرة من الوفاء، والذوق، واللياقة لعملوا لابن لادن ومن لف لفه نصباً تذكارياً بجانب تمثال الحرية.
الصفحة 62 من 78