الذين أسعدهم الحظ ورأوني على شاشات التلفزيون، لابد من أن يكونوا قد انتبهوا إلى أن الله حباني بعينين جميلتين للغاية... نعم أقول بكل فخر إن عيني جميلتان جدا... صحيح أن عيني اليمنى أكبر قليلا من اليسرى، وصحيح أن عرض أي منهما لا يزيد على ملليمترين، وصحيح أيضا أن كلتيهما تقريبا بلا رموش، وأصح من كل ذلك أنهما لا تصلحان للاستخدام دون نظارتين، واحدة للقراءة وثانية "زُوووم"
إذا أراد الإنسان أن يصاب بارتفاع الضغط أو الجلطة فليس عليه سوى أن يحدق في التلفاز طوال اليوم، فقد أصبحت متابعة الأخبار في المحطات الفضائية مشكلة حقيقية، لا نرى سوى القتل والدمار، والمذابح، والحرائق والزلازل والعواصف. صار العالم مسرحا للعنف والشراسة، يتبارى البشر فيما بينهم من هو الأكثر وحشية، تعجز الحيوانات الكاسرة عن مجاراة البشر في هذه المباراة المرعبة
ليس بغريب أن تصدر الحماقة عن أصحاب الغفلة وأرباب الغباء فالشيء من معدنه لا يستغرب ولا يستهجن، لكن ما يستغرب حقًّا هو تلك الحماقات التي يرتكبها العقلاء، وقد يقال: كيف يجرؤ العاقل على ركوب حماقة ما ووصفه بالعقل يقتضي اجتنابه ذلك واحتراسه من مقارفته أيما احتراس؟ والحق أن العقلاء ليسوا بمعصومين من ذلك، وإنما الامر نسبي، فمن أكثر من الحماقات تحول من حزب العقلاء إلى حزب الحمقى، وإلا فهو بوصف العقل حري قمين، غير أن خطورة حماقات العقلاء تكمن في أنها تروج على كثيرين ويخفى أمرها فلا يتنبه لها، وتضيع وسط الزحام فتمر مرور الكرام بلا حساب ولا عتاب, كما أنها في كثير من الأحيان تفوق في ضررها وشؤمها حماقات الحمقى وطوّام المغفلين!.
إن النباتات تتميز عن الكائنات الحية الأخرى بخاصية نمو أجزاءٍ بديلة لما يقطع أو يحرق أو يذبل منها، فما أن تمسك غصن شجرةٍ ما وتكسره، حتى ترى خلال فترةٍ قصيرةٍ نسبيًّا برعمًا أخضر يانعًا ينمو من حيث قطع سلفه أو كسر! فسبحان الله العظيم وبحمده.
وإذا كان للناس نصيبٌ من أسمائهم فإنني أجزم بأن للبلدان كذلك نصيبٌ من أسمائها وألقابها، فها هو لبنان الشقيق يُرمز له بشجرة الأرز الشامخة في مرتفعاته والراسخة في ترابه، وها هم اللبنانيون يختارون ذات الشجرة شعارًا رسميًّا لبلدهم المعطاء، والنتيجة؟ أن البلد والشعب على حدٍّ سواء أخذوا من خصائص "الأرز" خاصة والنباتات عامة أحلى الصفات وأحسنها.
في يوم الأحد 12 فبراير الفائت مرت علينا بكل هدوءٍ ذكرى حدث كبير هو اغتيال مؤسس جماعة "الإخوان المسلمون" ومرشدها الأول الشهيد/ حسن البنا – رحمه الله، فقد تم اغتياله في ذات اليوم من العام 1949 ميلادي بمدينة القاهرة على أيدي مخابرات النظام الملكي السابق، وسبقت ولحقت تلك الجريمة محن عديدة مرت بها تلك الجماعة في بلد منشئها وخارجه، حتى وصلت الحال بقانون الجزاء السوري – الحالي – إلى النص صراحة على المعاقبة بالإعدام لكل من ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمون" وبالحبس المؤبد لمن يعلن انشقاقه عنها وتبرؤه منها!
ودَّع العالم الإسلامي الأسبوع الماضي فقيدين كريمين من رجالاته المعدودين، لهما في سِفْرِ المجد صحائف نورانيَّة تعبق بطيب الصنيعة ونفح العطاء، وحري بنا أن نستذكر في هذه المقالة شذورًا من مناقبهما العطرة, أولهما: الزعيم الشيشانيُّ أصلان مسخادوف الذي اغتيل على يد قوات روسية خاصة بعد أن رصدت لرأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، ولد الفقيد عام 1951 في جمهورية كازخستان فقد رحَّل الطاغية ستالين الشعب الشيشانيَّ من دياره العام 1944، وعاد مسخادوف مع وَالِدَيْهِ إلى بلده في سن السادسة، وتدرج في المراتب العسكرية للجيش السوفياتيِّ حتى بلغ رتبة عقيد في سلاح المدفعيَّة عام 1991....
أعتقد أن أهم قرار في مسيرة أي إنسان ما زال يتلقى العلم هو: ماذا أدرس؟ أي مادة؟ ولماذا؟ وهل أنا قادر وراغب في دراستها؟ وأين أدرسها (في المرحلة الجامعية)؟ وما هي الفرص التي ستفتحها لي دراسة تلك المادة؟