وشوشة قبل البدء:
يقول المُستشرق الشهير"جب" في متن كتابه إلى أين يتجه الإسلام؟ :
(( إنّ الحركات الإسلامية لا ينقصها إلا الزّعامة, لا ينقصها إلا صلاح الدين من جديد )).
"ديشاريا، ديشاريا"*..صيحة ساخنة أطلقتها قوارير حزب الحمائم البيض التركي العلماني, اللواتي سرعان ما تحولن إلى صقورٍ سود, بعد ولوج النائبة التركية " مروة قاوقجي" المُرشحة عن حزب الفضيلة الإسلامي, إلى ساحة البرلمان التركي بثقةٍ فائقة, وذلك بعد فوزها عن إحدى الدوائر الإنتخابية في العاصمة " استانبول", لإعلاء الصوت الإسلامي الحق, وإحياء دولة الإسلام الموؤودة هناك بفعل أحد أبواق بني عُلمان " كمال أتاتورك ", ولجت إلى قبة البرلمان وهي تتزّيا برمزٍ إسلامي, هدهد قوى العلمنة المُستشرية هناك, وزلزل تجمعهم, وبعثر صفوفهم, حتى أن رئيس الوزراء التركي قال حينها بحنقٍ شديد " العلمانية في خطر..فلتخرج هذه النائبة من البرلمان"!
يفترض أن تمثل الأنظمة المختلفة شعوبها، فالنظام قبل كل شيء خادم للشعب وقائم على راحته، والشعب يمثل الهدف الذي وجدت الأنظمة لحمايته ورعايته وسعادته. ولكن للأسف فإن الأنظمة العربية، تزداد يومًا بعد يوم ابتعادًا عن الشعوب، حتى ليصدق فينا وفيها قول الشاعر العربي:
سارت مشرقة وسرت مغربا ،،، شتان بين مشرقٍ ومغربِ!
الصفحة 32 من 104