لقد أدركت القوى الفلسطينية أن الشارع الفلسطيني يعيش مرحلة حاسمة في تاريخ نضاله العريق، وأنه آن الأوان لأن تتوحد الفصائل الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تتوحد في برنامج سياسي ونضالي في نفس الوقت للتعامل مع ظروف المنطقة التي ساءت على الصعيد السياسي أو المقاومة، بحيث يجب الحفاظ أولا وأخيرا على وحدة الصف الفلسطيني.
في تدخلها المتزايد في أزمة لبنان المستفحلة ، تركّز الولايات المتحدة على ثلاثة أغراض استراتيجية : انسحاب كامل وشامل للقوات العسكرية والمخابراتية السورية ، وتجريد المقاومة اللبنانية ( حزب الله ) من السلاح ، وتجويف انتماء لبنان إلى محيطه العربي.
أفلحت أمريكا أو كادت في تحقيق الغرض الأول ، وهي تسعى إلى استكماله بإلزام لبنان وسوريا بالتخلي عن بند في اتفاق الطائف يولي البلدين حق استبقاء قوات سورية في نقاط محددة داخل لبنان ( منطقة البقاع ) يتم تحديد حجمها ومدة تواجدها وعلاقتها مع سلطات الدولة اللبنانية في أماكن تموضعها بموجب اتفاق خاص.
ليس بغريب أن تصدر الحماقة عن أصحاب الغفلة وأرباب الغباء فالشيء من معدنه لا يستغرب ولا يستهجن، لكن ما يستغرب حقًّا هو تلك الحماقات التي يرتكبها العقلاء، وقد يقال: كيف يجرؤ العاقل على ركوب حماقة ما ووصفه بالعقل يقتضي اجتنابه ذلك واحتراسه من مقارفته أيما احتراس؟ والحق أن العقلاء ليسوا بمعصومين من ذلك، وإنما الامر نسبي، فمن أكثر من الحماقات تحول من حزب العقلاء إلى حزب الحمقى، وإلا فهو بوصف العقل حري قمين، غير أن خطورة حماقات العقلاء تكمن في أنها تروج على كثيرين ويخفى أمرها فلا يتنبه لها، وتضيع وسط الزحام فتمر مرور الكرام بلا حساب ولا عتاب, كما أنها في كثير من الأحيان تفوق في ضررها وشؤمها حماقات الحمقى وطوّام المغفلين!.
قبل نهاية العام 2004 نشرت وول ستريت جورنال نتائج أول استطلاع عالمي للإيمان والإلحاد، ورغم أن الاستطلاع كشف عن حقائق شديدة الأهمية لفهم الدور المتنامي الذي يلعبه الدين في الساسة الدولية إلا أن مجرد إجرائه يظل تحولًا تاريخيًّا جديرًا بالتوقف عنده، فمنذ الثورة الفرنسية والقسم الأكبر من النخب السياسية والثقافية في العالم يعتبر الفصل بين الدين والسياسة حقيقة من الحقائق المستقرة التي لم تعد تقبل الجدل.
نجحت فرنسا والتي حظرت الحجاب في مدارسها في تعويم معركتها ضدّ الحجاب في معظم العواصم الغربية التي بدأت مؤسساتها وجمعياتها في وضع كمائن متعددّة أمام الحجاب الإسلامي الذي أصبح ظاهرة ملفتة للعيان في تفاصيل الحياة الغربية ليس في المدارس فحسب , بل أصبح معمما في كل القطاعات من قبيل أسواق العمل والمستشفيات ودور العجزة حيث تمكنت المرأة المسلمة أن تعمل بجدارة في هذه المؤسسات .
سيدي وقائدي. بهاتين الكلمتين خاطبت بهية الحريري شقيقها الرئيس الشهيد في ذكرى مرور شهر على اغتياله. غير أن خطابها المدروس، مبنى ومعنى، نطق بـِ " الحقيقة " المغايرة لتلك التي ظهرت، بالعربية والإنكليزية والفرنسية، على يافطات حملها ألوف المشاركين في التظاهرة الهائلة التي ملأت ساحة الشهداء في قلب بيروت..