البحرُ بعيد، والأنهار بعيدة.. وأنا أعبرُ صحراء اليباب وحيداً.
يا إلهي
ستُهلكني حرارة الشمس..!؟
تُراها تُلقيني مجهولاً في هذا المدى..؟ أم تُراها تنتشلني من موت إلى موت آخر.؟
وتعبرُ من البعيد غيمة.. رأيتُ على طرفها قطرة ندى، فلهثت أبحث عن جناحين
من أين لي بجناحين.؟
مملكتي مقابل جناحين
ويرجعُ الصدى حسيراً
من أنت أيها العابرُ ربْعَ الوحشة.؟
أنا.. أنا..؟
وتغيب بسر الحضور
قَشْعريرةُ النار
بين هسيس الأصابع قبر وميلاد
تشهق كلمة
تزهر حلما بلون اللافندر
برائحة النعناع
تأبى إلاّ أن تكون على صهوة غيمة ،
زهرة ميرمية
عندما كنت أمتلك الوحدة
و السكون
و جدران الزمان،
كنت أفجر المكان كل المكان بالدموع،
و النحيب.
*
عندما كان الكون ملكي، لوحدي..
اسكن البوادي القفار..
بما فيها من ملايين الهوام اللاهية
و العمارات اللاهثة لصراخ مكتوم..
و أبواق لا تسمعها أذناي..
كنت الوحيد فيها..
تتيه بي..
فلا أُسمعها ضجيجي و لا زفراتي.
أفرك أصابعي بميرمية جبلية
فيسيل حزنٌ أنهارا
لا ترتوي شجرة ليمون ذابلة على أرضها
تطاردنا أحلام أم أشباح ما عدت أدري
مللت التفاهات ،
سئمت أصواتا عالية
وطن يزداد تقزما كما الإنسان
تحت ناطحات السحاب..