قوافي الشعر وأوزانه تتباين في انقيادها وانسيابها لقرائح الشعراء كتباين الأفراس في طبائعها إذ تجد فيها المروض الذي يسلمك قياده مطاوعا مختارا, وتجد النافر الشموس الذي لا يمكنك من عنانه ويعاصيك متأبيا في كل لحظة فلا يرتاض لك!ومن خاض تجربة الشعر يدرك ذلك ,و قد يتساءل المرء عن السر الذي يدفع الشاعر أحيانا إلى الإعراض عن المطاوع الملاين من القوافي والإقبال على ركوب الشامس الصعب مع ما بين سياسة الاثنين من تفاوت كبير في الجهد والمعاناة
"إلى طفلتي جنين.. التي ملأت حياتي بضحكات الملائكة.. وعبث البراءة"
كلُّ شيءٍ فيكِ قد غيَّرَ عمري
كلُّ شيءٍ فيكِ كالعصفورِ
أو أصغرُ حجماًً
أو كعشبٍ قد تدلى فوق نهرِ
كفُكِ البيضاءُ تحبو فوقَ كفي
مثلما تختالُ في الروضِ الفراشة
فأراها
تنشرُ العطرَ على صحراءِ صدري
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/jenine.jpg[/IMG]
تسكبُ الضوْءَ على أوراق أغصاني.. وزهري
إنها أيقونةٌ في الليل حطتْ
بهدوءٍ
في رحابِ الكلماتِ
إنها قطرة سحرٍ.. تقلبُ الدمعَ ابتساماتٍ.. وتجري
أنتِ عمري
يا ابنتي.. أنتِ حياتي
أنتِ آياتٌ حِسانٌ من صلاةِ الطهرِ.. تُتْلى عندَ فجرِ
كفُكِ البيضاءُ تحبو كالنسيمِ الحلو
تمضي في هدوءٍ
تُدْخِلُ الألوان في أركانِ شعري
فأراها
تزرع الأرضَ بقمحٍ من سناها
إنها زهرةُ عمري