في يوم من الأيام كان هناك هضبة ، و كان فوق الهضبة بيت صغير جميل جداً، له باب صغير أخضر اللون ، و له أيضاً أربع نوافذ ذات أبواب خضراء.
كان يعيش في المنزل ديك و دجاجة و فأر صغير.
في الهضبة المقابلة القريبة من الضفة الثانية للنهر كان هناك منزل آخر. كان منزلاً بشعاً ، بابه لا يغلق جيداً ، و نافذتاه مكسورتان. و كان يعيش فيه ثعلب كبير وسيِّء مع أبنائه الثعالب الأربعة السيئين.
تحركت على خط متعرج يتسع ويضيق مع انحناءات السلسلة الجبلية ، يجلس إلى جانبي رجل أشعث أكل عليه الزمن وشرب ، صوت المذياع يرتفع وينخفض مع ارتفاع أو انخفاض قدرته على التقاط موجات أثير المرح ، كما يحلو للمذيع أن يسميه ، علق الرجل بجانبي على جملة لم تعجبه من المذيع قائلا : -
- ما هذا ؟؟ .. يريدون أن يعلموننا أمور ديننا كأننا في أيام فتح مكة .
وأضاف :-
- من هذا بن لادن رجل ربته أمريكا لمحاربة أعدائها والآن تريد التخلص منه .
انتزعني أبى من دفء الفراش , وقال في لهجة حازمة :
- غير ملابسك , واذهب مع جدك هاشم .. الدور عليك اليوم
فركت عيني وتحسست الأشياء من حولي , كأنني في حلم لم أصحو منه بعد وقلت :
- هل الفجر وجب ؟
لم أسمع ردا , ولكنني بعد قليل سمعت صوت أبى في حظيرة المواشي وهو يقول لأمي , التى تطلب منه أن يتركني أنام , لأنني ما زلت صغيرا , والجو شديد البرودة
مرت أسابيع على بداية العام الدراسي, ولم تلتحق خولة الطفلة المتفوقة بمقاعد الدراسة, وهذا ما أقلق زميلها وائل في القسم, إذ لا يحلو له الدرس دونها لكثرة التنافس بينهما في البحوث والمعلومات.
خرج من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي حيث ينتظره أباه, ركب السيارة وبدا شاردًا. فجأة شاهد طيف فتاة على حافة الطريق السريع حاملة بيديها الصغيرتين المرتجفتين أرغفة تلوح بها كلما مرت سيارة مسرعة.
بعد أن تجاوزَ الليلُ منتصفَه بقليل، طوى عبدالرحمن أوراقَهُ، ثم صلّى ركعتين، ودعا ربَّه أن يَهديه إلى اختيارٍ صائب، يدفعُ عنه البلاءَ ويقيه شرَّ غضبِ السلطان.
دلف(1) إلى غرفِ أولاده للاطمئنان على أغطيةِ أبنائِهِ الخمسة وبناتِهِ الأربع.. قبّلَ ابنتَهُ الصغيرة، ثم أوى إلى فراشِه، وهو يُسِرُّ (2) – كعادته – قصارَ السُّوَر من القرآن الكريم.