هدهدة فتاة صغيرة, مولعة برؤية النجوم وهي تتلألأ, ومن فرط تأملها يُخيل لها أنها تتراقص على ألحان الطيور الليلية, وحفيف الأشجار, وخرير الوديان, وتتمنى لو تمسح غبار السحب الذي يمنعها بين الحين والآخر من الاستمتاع ببريقها لتظل تنظر إليها حتى تذبل عيناها الجميلتان فتنام.
في إحدى ليالي الخريف, استفاقت (هدهدة) على قرقعة في النافذة, نهضت متكاسلة, فتحتها فوجدت نجمة صغيرة تشع ضياء, دهشت, وفركت عينيها قائلة: (لابد أنني أحلم).
ولما سمعت أنيناً منبعثاً من النجمة, حملتها, وسألتها عن سبب حزنها, فأجابت النجمة قائلة: حينما كنت نائمة على سريري الفضائي, وقعت في الهواء ولم أفق حتى وجدت نفسي بجانب مرآة عجيبة.