بعد أن ذاقت ليلى خداع الذئب في قصتها المشهورة التي يعرفها الصغار والكبار والبنات والصبيان والرجال والنساء، وفي كل اللغات والبلاد، لم تعد تصدق ذئباً وتأمَن مكر الذئاب..
وكلما صادفت ذئباً وهي تمشي في طريقها في الغابة.. ابتعدت عن طريقه.. وسلكت طريقاً آخر لا يسلكه.. وسبيلاً مختلفاً لا يطرقه..
ومرّت أيّام وأيّام وليلى على هذه الحال..
وفي يوم تلقَّت ليلى دعوةً من صديقة لها، تقيم في الجهة الأخرى من النهر الذي يمر وسط الغابة ويشقها إلى قسمين..
وكانت ليلى تحب بزيارة صديقتها والتعرف إلى أسرتها ومنطقتها.. لكن أمّها لم توافق على ذهابها لوحدها إلى الضفة الثانية من النهر.. فأصرّت ليلى على الذهاب وصارت ترجو أمّها لكي توافق، مؤكدة أنّها لنْ تتأخر في العودة..
في مدرسة من مدارس بلدة بعيدة، كان هنالك تلميذ مشهور اسمه مشهور.. كان المدرسون يحبونه ويتوقعون له مستقبلاً زاهراً.
وكان مشهور مشهوراً في مدرسته وبين أبناء بلدته الصغيرة المتواضعة بأنه لا يترك الكتاب ينزل من يده..
فهو يقرأ ليل نهار، ويحفظ بسهولة وبسرعة كل ما يأخذه في المدرسة، حتى صفحات القراءة، وقصص المطالعة الحرة.
الصفحة 2 من 7