يعتبر التعليم هوية الأمة، فالتعليم بدأ منذُ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام، قال تعالى: "وعلّم آدم الأسماءَ كلّها" صدق الله العظيم. والمنهج التجريبيّ في التعليم هو الأصلح والأبقى، وقد ساق لنا القرآن الكريم من الأمثلة التي تدل على أنه منهجيًّا الشيء الكثير؛ فذو القرنين أعطاه الله علمًا، وخبرةً، وتجربة، فقال لجماعته: أعطوني قطع من الحديد، وقام بصهرها، فضرب الله لنا به مثلاً. وفي السيرة النبوية الشريفة، اشترط رسولنا الكريم على أسرى بدر أن يعلّموا 10 من المسلمين القراءة، والكتابة، نعم! ففي ذلك: سلاح، وقوة، ونصر -بإذن الله.
ولذلك ومنذُ 1400 سنة، كانت لنا الحضارة، والريادة، والقيادة. ولكن نجد الآن بأن الغرب أخذوا عنّا المنهج التجريبي وطبّقوه، وليس أدل على ذلك من "كيدزانيا"؛ تلك المدينة اليابانية سكانها من الأطفال، يعيشون فيها حياة الكبار، ويمارسون فيها (80 وظيفة) مختلفة بشكل عملي وقريب من الواقع؛ فيستشعر الطفلُ مختلفَ الوظائف منذُ سن مبكرة؛ يحدد فيما بعد المهنة التي يرغبها في المستقبل؛ كمهنة الطيّار، والطبيب، والبيطريّ، والإطفائيّ، ومقدم نشرات الأخبار، والمحقق، والصُحفي، ... إلخ.
نحوَ 1001 اختراع لعلماء مسلمين تمّ عرضها في معرض لندن المقام في الفترة ما بين 21 من يناير الماضي إلى 25 من إبريل، هذا المعرض الذي يسعى إلى تعزيز التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الغرب؛ استعان بفريق من الباحثين الأكاديميين من مختلف التخصّصات والخلفيّات الثقافية، فضلاً عن مجموعة من العلماء والمؤرخين والمهندسين والمعماريين والأطباء من المسلمين وغير المسلمين؛ من أجل إعداد وحصر كل الاختراعات الإسلامية بحيادية ونزاهة تامة.
إن ذلك مدعاةٌ للفخر للإسلام والمسلمين، هذا المعرض والذي حوى بين جنباته أكثر من ألف إختراع هو نتاج لأبحاث المسلمين في الفترة ما بين القرن السابع إلى القرن السابع عشر، أثار إعجاب جميع زائريه،
Esref Armagan هو رسام تركي ضرير لم تتشكل عيناه خلال المرحلة الجنينية، وهو فنان بقدرات خارقة، وهبه الله إحدى عشرة عينًا، تتمثل في عشرة أصابع، وعقل يتخيل الأشكال والألوان في الطبيعة. حيّرَ هذا الرجل الأطباء والعلماء! وتساءلوا كثيرًا، كيف لرجل أن يرسم شيئًا لم يره في حياته أبدًا؟ وخاصة بعد أن تأكدوا بأن بصره لم ينضج مطلقًا بعد فحصه، وأن مخه لا يحس بالضوء!
ولكن أجاب أشرف عن هذا التساؤل في لقاء له مع قناة العربية، عبرَ برنامج محطات، حيثُ قال أشرف: "إن وراء رعاية هذه الموهبة التي ميزني الله تعالى بها عملاقان هما: أمي وأبي، حيثُ كنت منذُ الصغر أسأل والدي ووالدتي عن أشياء كثيرة أريد أن أعرفها وأتخيلها بعقلي. كان أبي رجلًا حكيمًا وصبورًا، يجيبني عن كل أسئلتي. وكان يحفر لي على ألواح الخشب ويجعلني أتحسسه بأطراف أصابعي الصغيرة، التي كانت بدورها تعكس لي صور الأشياء من على ألواح الخشب وأرسمها في مخيلتي، هكذا حتى أصبحت أبصر الأشياء، وساعدتني أمي في معرفة الألوان وتمييزها."
لا أحد يختلف معي إن قلت أن الدكتور سلمان العودة قيمة عظيمة و قوة هائلة والرقم الأصعب و مكسب عظيم للأمة الإسلامية
لم يأتِ اختياري لهذا الموضوع اعتباطًا أبدًا، بل جاء من شعوري بأهمية هذا الموضوع، فالتربية البيئية: عملية مستمرة مدى الحياه تبدأ مع الطفل في الأسرة حيث يغرس الوالدان الأخلاقيات وآداب السلوك وبذور الاتجاهات التي تتكون في الأسرة تجاة البيئة، ثم تقوى هذه الاتجاهات في المراحل الدراسية المختلفه، غير أن البدء بالتربية البيئية في الأسرة يشكل أهمية كبيرة وذلك لطبيعة هذه المرحلة حيث يكون الطفل سهل التشكيل ولديه القدرة على الاستجابة للمفاهيم الجمالية لكل ما يحيط به من نبات وحيوان مما يؤثر على سلوكة نحو البيئة في المستقبل.
سيرة ذاتية:
ولدالشاعر والكاتب الفلسطيني "د. لطفي زغلول" في مدينة نابلس الفلسطينية، لوالدٍ فلسطيني وأم فلسطينية مولودة في أميركا اللاتينية "جمهورية هوندوراس". لَعبت جدَّته لأمّه "مسيحية من بيت لحم" دورًا أساسيًّا فِي تَنشئته حَيث كان الانفتاح سائدًا، تلقَّى عُلومه الابتدائيَّة والثانوية في مدارسها، أنهى دراستiالجامعية في جامعة دمشق في العام 1963م، حاصل على ليسانس في التاريخ السياسي. عمل مدرّسًا في مدارس المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، ثمّ عاد إلى وطنه ليعمل مُدرّسًا حتى العام 1990م، حيثُ أُجبِر على تقديم طلب تقاعد مبكر جرّاء مواقفه السياسية، وقصائدِه المُناهضة للاحتلال الإسرائيليّ. في ذات العام عمل مساعدًا لعميدِ كلية نابلس الجامعيّة لمدة خمس سنوات، ومع ذلك احتفظ بوظيفته محاضرًا للغة العبرية في جامعة النجاح الوطنية حتّى نهاية العام 1998م. إضافةً إلى ذلك عمل مستشارًا ثقافيًّا في مركز شؤون المرأة، وشركة "سامكو" للكومبيوتر والاتصالات. حصل على درجة الماجستير في التّربية -تخصص مناهج تربوية- من جامعة النّجاح الوطنيّة في العام 1992م. في العام 2007 منحته الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين والأدباء العرب درجة الدكتوراه الفخرية.
يكفي أن تتابعه مرة واحدة فينشرح له قلبك وتقع في حبه،ويجذبك حديثه الراقي وكلامه العذب، وتؤثر فيك ابتسامته الدائمة وأناقته الفخمة، إمام وعالم رباني يشع من وجهه نور من الإيمان والتقوى {سيماهم في وجوههم} داعية إلى الله باعتدال وتوازن لا يخاف في الله لومة لائم {الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشَوْنه ولا يخشَوْن أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبًا} إنه الداعية الكبير والكاتب الأنيق الفخم والعالم الرباني العامل الشيخ عبد الرحمن شيبان، إمام تبوّأ عرش القلوب وأثنى على فضله كل فمّ.
الصفحة 20 من 78