قد تجتهد بعملٍ ما؛ معتقدًا أنّكَ سَتُريحُ بهِ غيرَك، فتكون مشاعرك ممتزجة ما بينَ السّعادة والترقّب؛ فأنت سعيدٌ بعملكَ؛ مُترقبٌ لِردة الفعل مِمّنْ حولك، تعمل بصمتٍ وخفاء وجلّ همّك هو أن ترى الراحة والسعادة عليهم، وما أن يحينَ ميعاد ولادةِ ذاك العمل؛ وملامح الفرح قد بانت على مُحياكَ؛ تجدُ مَن يقولُ لك بكلّ بساطة (لِمَ فعلتَ كذا؟ من ذا الذي قد طلبه منك؟)، هنا فقط لا تستطيع النطق بكلمة؛ أنتَ واثقٌ بعملك؛ لكنك صعقت من ردة الفعل المُحبّطة، بادرت لأجلِ راحتِهِ ويقابلك بكلّ برودٍ بِردٍّ أقلّ ما يقال عنه أنّه بشع! نيّتك سامية توّد إسعاده؛ لكنه بردّهِ لم يسعدك؛ فتبتعد شيئًا فشيئًا عن هذه الصفة وتوَد الانتقام من كلّ شخصٍ قال لكَ (بادر).
تحدثت في مقالات سابقة عن أسباب تقدم مجتمعات الدول الصناعية ومؤسساتها من وجود فريق للعمل، ومن سيادة قيمة المؤسسية، ومن العمل على تطبيق إدارة المعرفة، ويأتي هذا المقال لاستكمال عوامل تقدم المجتمعات الصناعية الكبرى بالحديث عن عامل مهم جدا يأتي في المقدمة، وإن تأخر الحديث عنه وهو: (سيادة الأخلاق) في هذه المجتمعات.
تُحصي قاعدة البيانات : "إثنولوج" "Ethnologue" ما مجموعه : 6909 لغة في أكثر من 220 بلد [1]. 96% من تلك اللغات يستخدمها فقط 4% من سكان العالم، والمكتوب منها لا يتعدى عدده 200 لغة. وهي موزعة جغرافيا على القارات الخمس على النحو الآتي : آسيا 2322 لغة (33.6 %) ، إفريقيا 2110 لغة (30.5 %) ، أوقيانوسيا 1250 لغة (18.1 %) ، أمريكا 993 لغة (14.4 %) ، أوروبا 234 لغة (03.4 %) .
قاعدة أنّ ما قام على باطل فهو باطل تفسّر أمورًا كثيرة حتى الأمراض. أثبتت الدراسات والتجارب أن الإنسان إن عاش حالًا لا يطيق التكيف معه آمادًا بلا فكاك سيؤدي به يأسه إلى أعراض وشكاوى يردونها غفلة إلى أمراض جسدية وعصبية ونفسية، حتى يحصل المرض ويتشبث بعضو أو بالجسم فلا يعود في حياة صاحبه أحداثًا غير الآلام والأمراض والعلاجات والمستشفيات وقصصها، بعد أن كانت البداية أعراضًا مؤقتة فيها هروب من الواقع.
عرف تاريخ النقد بروز مناهج عدة تحاول سبر أغوار معنى النص، محاولة تقديم الطريقة الأمثل لتلقي النصوص بطريقة أقل انطباعية و ذوقية و أكثر علمية، و في هذا الإطار برز القرن العشرين كقرن النقد بامتياز، حيث برزت خلاله نظريات عدة من الشكلانية فالبنيوية و التفكيكية و صولا إلى اتجاهات ما بعد الحداثة و النقد الثقافي.
راحَ يَخُبُّ قُربيَ مُتقافِزًا كَعُصفورٍ مُستَثار، كَهُندُباء طوّحَتْ بِها الريحُ فَطافَتْ حُرّةً في نسيم الأصيل المُحم، رَميتُ بالصَحيفَةِ جانِبًا كيما أُطلِقَ لِذِراعيّ السَراحَ لِتُطوّقانِ ذلكَ الكائِن الضاجّ تلقائيّة وَمُشاكَسة، رَفَعَ غُرّة شَعرِه الكُستَنائي لِتُشرِق أمامَ خَريفِ تَجاعيدي تِلك العُيون الاستوائيّة. غَرَقتُ للحظتينِ في مُقلَتينِ كَبِركَتينِ مِنْ عَسَل، نَثَرَ في حِجْري عُلبَةَ ألوانِهِ وألعابِهِ كما تَنثُرُ شَجَرَةُ قيقَبٍ أوراقَها القُرمُزيّة، بارتِعاشِ البَلابل المُبتَلّة، ثُمَّ شَحَنَ سِلاحَ براءَتَهُ بِتلكَ الذَخيرةِ الشَديدةِ التَعبير مُطلِقًا نَحوَ أسايَ ابتِسامَةً مِن ذلكَ النوعِ الذي لا قِبلَ لإنسانٍ بِهِ، فَكيفَ بأبْ؟ مَنْ مِنّا شعرَ يومًا أن ضفتي العُمُرِ تُجسرهُما ابتِسامة، مُجرّدُ ابتِسامة؟
عاقرتُ الكُتُبَ مُعاقرة المُدمنين لأُبر السُموم او كؤوسَ المُدام، التي تقتلعهم اقتلاعاً من عالمهم المحسوس، وتُحلّق بهم بأجنحة الوهم والنشوة، مُنسلخةً بهم من ضيق الواقع الفَجّ الى رحابة خيالٍ جميلٍ زائف. أوليس كُلُّ جميلٍ في هذه الدُنيا ينطوي على شيءٍ من الزيف؟ ألا تُغتالُ كُل شَهَقاتُ فَرحِنا سريعاً حين يشدو في الأنحاءِ وَجَعُ نايٍ حزين؟ ما الذي تُثيرُهُ فينا تِلكَ الخَشَبَةُ الصَمّاءُ؟ غريبٌ هو الألم. فرُغمَ اجتهادنا المُستميتِ في دفعِهِ يبقى على الدوام عَصيّاً على الإزالة. أوليستْ كُلُّ لذّةٍ تحدوها شَقوة؟ وكُلُّ تبسّمٍ يَسير يَعقُبُهُ وُجوم وَعُبوسٌ طويل؟ ألمْ يعجز المَعرّي عن تَبيُّن مغزى الحمائم من الهديل، وَعلّق الإجابة على فرع ذلك الغُصن الميّاد مُغلقةً بعلامة استفهام عمياء؟
الصفحة 17 من 78