الإنسان لم يُخلَقْ للهزيمة. إرنست هينجواي
حينما ننظرُ إلى الوجودِ نجدُ أن الإنسانَ أكمل مخلوقاتِ الخالق، و لأجل كماله هذا جعلَ الخالقُ له في هذا الوجودِ كلَّ شيءٍ مُسخَّراً. كُلَّ شيءٍ طَوعَ إرادته إذا أراده صادقاً و جَدَّ في الحصولِ عليه. و هذا معنى التسخير. هذا المعنى لا يُمكن معه أن يكون الإنسانُ في حالِ هزيمةٍ أبداً. لا من حيثُ الإمكانيات المُسخَّرةِ ولا من حيثُ ما يبذله هو. فهزيمةُ الإنسانِ في هذا الوجودِ لا تكون بسببِ استحالةِ الأشياء، فالمُسخَّراتِ لا تكون مُستحيلاتٍ. و إنما هزيمته بسببِ ذاته هو. فلو كان قد بذل كلَّ شيءٍ أمكنَه أن يبذله، وقدَّمَ كلَّ ما يقدِرُ عليه لبلغَ ما يريده، و لا مستحيلَ في هذا الوجودِ مما هو مُمكِنٌ للمخلوقٍ، إذ المُستحيلُ على المخلوقِ ما كان من شأن الخالقِ.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. حلفت بترابك الغالي.. بسمائك الشامخة.. بهوائك.. بمائك.. بأزاهيرك.. بأطيارك.. وبكل ما ينتمي إليك.. لا عيد إلا يوم خلاصك وتحريرك.. يوم تشرق على ربوعك شمس الحرية التي لا تغيب شمسها.. يوم يعود لك بهاؤك الذي اغتالته غربان الليل.. يوم تعود أطيارك تصدح فوق أفانينك اليانعة.. يوم تزهو أزاهيرك.. تعطّر المدى بأريجها الفوّاح.. يومها تكون أنت العيد.. ولا عيد إلاك أنت.
أنت العيد يا وطني الحبيب. مغناة أنت على فم الزمان. تشدوها الأطيار للأطيار جيلا فجيلا. موجة عطر أنت تنفحها الأزاهير عبقا يسافر في ارتعاشات نسائم ولدت في أحضان آصالك وأسحارك. شلال ألق أنت يلون المدى إباء وكِبرا. قصيدة عشق أنت يغازلها كل شاعر عساه يقطف بعض عناقيدها.. عساه يستمطر وحي مدادها على صفحات أوراقه البيضاء.. فتخضوضر وتزهر وتضيء الفضاء شعرا وحبا بين يديك.
أكتُبُ وأنا أعلمُ جازِماً أنَّ كلمتي قاتِلتي. إنَّ الموتَ يُعاصِرُ كُلَّ الطاوِلاتِ التي يفترِشُها مشروع انفجارٍ مكتوب، مُتجاهِلاً أنّ كُلَّ طاوِلَةٍ عاشرناها قدْ ادمنتْ اختِلاس النظرِ إلى خيباتِنا المُتوارية، كُلّ المقاعِد المسكونة بأزيزِ الجُمَلِ الملغومة التي أشعرُ اليومَ أنها هي التي كانت تستَرخيعليَ لِتؤرّخ وقائِع موتي الغير مُعلَنة، كُلَ الفناجينِ الموبوءةِ بِبقايا قهوةٍ سوداء مُرّة وطالِعٍ استعصى على غجريتي الشَرِسة، كُلَّ مِنفَضَةٍ عاكسَتها أعقابُ سجائِري التي لِفرط شرودي لم أوفيها حقّها منْ قُبلِ النيكوتين المُتراكِم في نِهاياتِ اعصابيَ القَلِقة.
"وفقا لأحدث الدراسات تبين أن نسبة المبدعين والموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى الخامسة من أعمارهم نحو 90% ، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط. مما يشير إلى أن أنظمة التعليم والأعراف الاجتماعية تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها مع أنها كانت قادرة على الحفاظ عليها بل تطويرها وتنميتها".
أمرٌ عجيبٌ حقاً لماذا تسير هذه النسبة بصورة عكسية على غير المأمول والمتوقع، أليس من المفروض أن تزداد نسبة المبدعين والموهوبين كلما كَبُرَ هؤلاء الأطفال ؟!
حتما نحتاج إلى وقت كي نستوعب المشهد كله، المشهد الذي أظهر نوابا برلمانيين أوكرانيين يتعاركون بالأيدي و يتقاذفون الشتائم و أين؟ داخل و تحت قبة البرلمان الأوكراني. حتما الكل استغرب من هكذا تصرف يأتي من برلماني مثقف و عصري. و الكل استغرب و بشدة لما سمع سبب العراك. السبب الذي يرجع إلى محاولة البرلمان سن قانون يُرّسم اللغة الروسية كلغة رسمية للبلاد.
الوطنية يدعيها أي واحد و ينتسب إليها حتى الخونة و العملاء و لكن البعض القليل من تمشي في عروقه الوطنية و تعيش فيه. الوطنية ليست مجرد تسميات و ألقاب و مظاهر، الوطنية أفعال و مواقف، الوطنية أن تدافع عن ثلاثية الوطن ( الأرض، الدين، اللغة ) بكل ما أتاك الله من قوة.
وقف الثلاثة أمام محكمة التاريخ: الماضي الحاضر والمستقبل.
قال الماضي:
جئت أشكو إليكم مما ألقاه من ازدراء من كل من الحاضر والمستقبل, فهما ينظران إلي نظرة ازدراء دونية ويدّعون بأنها ليست سوى بعض الأسف على ما أضعته من وقت وبأنني لم أكن قد أحسنت استغلال الوقت والفرص لسنوات طوال... أنا أعترض على ذلك كما أنني أرفض مثل ذلك التعاطف الذي هو برأي ليس سوى شكل من أشكال عدم التقدير ومن الازدراء., فهما يزدرياني لأنهما يعتبران أن أفكاري متحجّرة جامدة, وكل ما أسمعهما يقولانه:
" انقضى عصره !انتهى دوره في هذا العالم !.."
فهل نسيا بأن من ليس له ماضِ لن يكون له أي حاضر ولن يكون له أيضاً أي مستقبل!؟.. هل عَميت بصيرتهما عن الانجازات التي حققها العلماء في عصري ؟ وبأنني من فتح أمامهما آفاق العلم وسُبل التطوّر؟ من الذي اخترع الأبجدية الأولى؟ ومن الذي اخترع الكهرباء و الذرّة ؟ من الذي وضع الأسس لمختلف العلوم التي أصبحت اللبنة لما يستفيدون منه الآن ؟ من الذي اكتشف المجرّات التي يحاولون الوصول إليها الآن؟ من الذي اكتشف أسرار ومعالم الكون الذي يعيشون فيه ؟ من؟... ومن...؟ ومن؟..
مدرسة الحياة تقدم لنا دروساً مجانية كثيرة لا تحصى ، وقليل منا يتعلم من هذه الدروس الملقاة على طرقات الحياة وجنبات الواقع، ويستفيد منها بممارساته اليومية ، أما الآخرون فيقعون بنفس الأخطاء مرارا وتكرار ، ثم يشتكون من سوء المعيشة وفساد العلاقات.
من خلال أعمالي وعلاقاتي وأنشطتي المتنوعة محليا وخارجيا، وكذلك من خلال قراءاتي واحتكاكي بشخصيات متميزة في هذه الحياة تعلمت أن العطاء أروع قيمة، ليس لها بديل وتعويض في قيم ومفردات هذا الزمن، وذلك يعتمد على الترجمة العقلية لهذا المفهوم الواسع ، البعض يربط معنى العطاء بالجانب المادي فقط ، أي عطاء نقود أو أدوات ملموسة لمن يحتاجها، والبعض الآخر يرى أن العطاء للفقراء والمحتاجين فحسب، وفئة أخرى تظن أن العطاء لا يأتي إلا من الكبير إلى الصغير، وثلة من الناس يرون العطاء لا بد أ ن يكون دون مقابل وأنا أختلف معهم بهذه الجزئية ، وهلم جرا من تفاسير تختلف حسب المجتمعات والبيئات والثقافات .
الصفحة 18 من 78