أحرص على اقتناء الصحف والمجلات التي تصدر في الأسبوع الأخير من ديسمبر من كل عام، لأنها تحوي عادة حصاد عام كامل من الإنجازات والإخفاقات.. ابتكارات واختراعات واكتشافات.. مشاهير رحلوا عن الدنيا مخلفين تركة طيبة أو سيئة، ومغمورون صاروا مشاهير لأنهم عملوا شيئا طيبا أو خبيثا.. وفي نهاية كل سنة، أستعرض إنجازاتي، وأحس بالفخر والرضا.. أهم تلك الإنجازات هو إنني بقيت على قيد الحياة بفضل الله وباجتنابي للمخاطر والموبقات.. الشيء الوحيد الذي أفشل دائما في اجتنابه هو "قرناء السوء"، فيما مضى كان قرين السوء شخصا تتعامل معه وجها لوجه، وقرار "مقاطعته" في يدك، ولكن عصر العولمة يفرض عليك قرناء سوء لا تعرفهم.. بعضهم يقود سيارته من حولك يوميا بل على مدار الساعة، وبعضهم يراسلك رغم أنفك عبر الإنترنت ويزودك بصور مفبركة لبنات وأولاد "الناس" في أوضاع مشينة
عندما يذكر إسم السودان فإن أول مايتبادر إلى الذهن هو صور الجوع والفقر والمآسي الإنسانية ويمر كذلك على المخيلة شريط من عدم الإستقرار والحروب والخلافات الداخلية والخارجية التي دخلتها هذه الدولة المترامية الأطراف في معظم فترات تاريخها السياسي سواء مع جيرانها من الدول الأفريقية أم مع العدو التقليدي لها والمتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية ، مما جعل البلاد تعيش في حالة صعبة من عدم الإستقرار السياسي والإنقلابات السياسية التي لا يفتأ أن يستقر الأمر بيد الفئة المنقلبة حتى تأتي مجموعة أخرى لتكرر نفس السيناريو وتسقط هذه الحكومة الوليدة وتستمر بهذه الصورة حركة الانقلابات في السودان إبتداءاً بانقلاب عبود مروراً بانقلاب جعفر النميري وصولاً بانقلاب حكومة الإنقاذ في عام 1989 .
أثناء دراستي الثانوية أكرمني الله عز وجل بملازمة شباب ( لجنة الصحبة الصالحة ) بجمعية الإصلاح الاجتماعي في منطقة مشرف ، مما وفر لي – بفضل الله تعالى – زاداً شبه يومي من التذكير والتدريب على أهمية توجيه النصح للآخرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فالنصيحة تعتبر ركناً أساسياً في الإسلام لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من هوية المسلم وواجباته اليومية ، وإلا خالفنا في تحذير النبي عليه الصلاة والسلام : ( وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم ) .
متسارعة هي حياتنا اليوم، مما يجعل الكاتب في حيرة فيما يقدم من مواضيعه أو يؤخر، وقد ارتأيت جعل (متفرقات) تمثل محتوى وعنوان مقالتي هذه كمحاولةٍ أولى لملاحقة التغيرات التي لا تنتهي والتحولات التي لا تنقضي:
هواياتي، مطالعة الأطلس، أحسست بالملل، فتحت أطلسا وتمعنت في محتويات القارات والبلدان، وصار الأمر أكثر إمتاعا بعد صدور أطالس موسوعية، ولعل مرد احتفائي بالأطالس هو أنني كنت وما زلت شغوفا بمادة الجغرافيا.. هوايتي الأخرى هي اقتناء القواميس، وعندي منها في البيت أكثر من ثلاثين، فلدي تقريبا قاموس إنجليزي عربي أو عربي إنجليزي لكل التخصصات والميادين العلمية، ولم يكن ذلك بدواعي أكل العيش، بحكم أنني اعتشت من الترجمة لسنوات طويلة، ولكن لأنني أحب سبر أسرار وأغوار الكلمات
أن نسمع من الناس البسطاء عبارات اللامبالاة والحث على انغلاق الكويت على قضاياها المحلية ، هو شيء متوقع منهم - وإن كان غير مقبول ولا معقول - فهو إحدى التأثيرات السلبية الباقية للاحتلال العراقي الظالم لأرض الكويت المسلمة والمسالمة .
أما أن نسمع ذات اللهجة الانعزالية من شخصيات عامة مثل رئيس إحدى السلطات الثلاث في الدولة و رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية الخمس ، فهذا شيء غير متوقع وغير مقبول في آنٍ واحد !
التصحر مصطلح يطلق في الأصل على زحف الصحراء إلى المسطحات الخضراء، فهي في كل عام تجتاح مناطق جديدة تخلع عليها ثوب اليبس والجفاف، ولذا فإن الدول المعرضة لهذا الغزو الصحراوي تبذل جهودا كبيرة حثيثة للوقوف في وجه الغزو الصحراوي, وإذا كانت ميادين الفكر تمثل المسطح الأخضر في دنيا الأنشطة الانسانية المختلفة، فإنه يمكننا القول إنها معرضة بصورة أكبر لخطر التصحر في مجتمعنا الصغير، عاما بعد عام تتكشف الحقائق عن تراجع الشأن الفكري إلى دركة متأخرة من سلم الاهتمامات والأولويات لدى المواطن العادي، وقد يبدو الامر غير جدير بالاهتمام والبحث في نظر كثيرين ممن يرون الثقافة من ضروب التكميلات والتحسينات التي يمكن لعجلة الحياة أن تستمر في الدوران بمعزل عنها، ولكن الفحص عن آثاره الواقعية كفيل بالكشف عن حجم خطره ومقدار ضرره.