يبدو للوهلة الأولى، أن المفاضلة بين المقدسات والحقوق هي في أساس الأزمة المستفحلة بين الإسلام والغرب في هذه الآونة . فالله عز وجل في ثقافة المسلم المتدين كما المتسامح جلال ومهابة، وللرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كرامة وعصمة، ولشعائر الدين الحنيف احترام وتجلّة. أما في ثقافة الأوروبي والأمريكي فليس لله المهابة نفسها، ولا للأنبياء المكانة والكرامة التي للأنبياء في ثقافة المسلم، ولا للشعائر الدينية احترام والتزام مماثلان.
قد تكون صناديق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد أفرزت بعض المفاجات التي تخالف ما توقعته لها استطلاعات الرأي على صعيد مقاعد الكنيست السابعة عشر، وحصة كل من الاحزاب المتدينة، واليمينية،أو تلك الأحزاب الرئيسة – كاديما، العمل، الليكود - . ولا يعنينا في هذا المقام الخوض في الخلافات الشكلية الظاهرية لبرامج هذه الأحزاب المذكورة ولا غيرها، فهي في اعتقادنا خلافات لا تنطلق من تعدد استراتيجيات سياسية فيما يخص منظورها تجاه القضية الفلسطينية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
قبل وقت قصير من أعياد الميلاد أي في كانون الأول من عام 2005، نشرت النيويورك تايمز أسرارعملية التجسس المحلية الكبيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي ربما طالت الآلاف من المواطنين الأمريكيين أنفسهم. وكشف الكثير من الحقائق عن هذه العملية تباعا في الصحف اليومية بما فيها تقارير عن تنصت على الهواتف والرسائل الإليكترونية بالمئات من قبل وكالة الأمن القومي.
بعد ثمانية وخمسين عامًا هي عمر النكبة الفلسطينية التي أاخرجت من أحشائها القضية الفلسطينية – وليس لها إلا هذا المسمى – وتحديدًا غداة الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة، طلعت علينا مؤخرا عرابة السياسة الخارجية الاميركية بتصريح مفاده أن الولايات المتحدة الأميركية تدرس احتمال تاييد خطة الانفصال الأحادي التي اخترعها الجنرال أريئيل شارون، وطبق المرحلة الأولى منها في قطاع غزة،
إن الغربيين مهما اجتهدوا في تجميل صورتهم سيظلون كذلك الممثل الفاشل الذي لا يستطيع اقناع الجمهور بصدق أدائه على خشبة المسرح، فالأيام تكشف في كل يوم لكل ذي عينين ان قيم الانسانية والاخاء والرحمة لا تصمد أمام غول المصلحة الذي يفترسها بلا رحمة، وان الدرس الذي ينبغي ان يعيه العرب من فلسطينيين وغيرهم ممن يتلقون مساعدات «اليد الحانية» يتمثل في كلمة وجيزة جدا «من لا يملك خبرته لا يملك حريته»!
السلطة في لبنان، مثْلُها مثل غيرها في العالم العربي، هي دائماً موضع اختصاص وتخصيص. ممارستها من اختصاص الطبقة السياسية. وملكيتها جرى تخصيصها، أو خصخصتها، لمصلحة الطبقة السياسية المسيطرة منذ بداية عهد الإستقلال.
قرأتُ محضر "المشادة" أو السجال بين رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس الـوزراء فؤاد السنيورة في الجلسة المغلقة لقمة الملوك والرؤساء العرب في الخرطوم، فكنت أضحك لمفارقات وأبكي لأخرى تخللتها الجلسة المذكورة.