كعادته جاء على بغتة! هكذا هو الشتاء في بلاد لا تعرف من فصول السنة الاربعة سوى فصلين، فنحن نسمع مذ كنا صغارا بفصلي الربيع والخريف في دروس الجغرافيا لكننا لا نراهما هنا! ولا يقف العجب عند كل هذا الحد بل يتعداه الى قسمة الفصلين ونصيب كل منهما من اشهر السنة، فهناك صيف يمتد لسبعة اشهر، وشتاء يستأثر بثلاثة فقط، واما الشهران الباقيان «3 و11» فمحل تناهب الفصلين وتداول الخصمين، فتارة ينتزعهما الصيف بسيف لهيبه البارق الحارق، وتارة اخرى يبسط عليهما الشتاء عباءته الباردة! والناس في التعصب لهما منقسمون الى: صيفيين وشتائيين، فالأولون يستحسنون من الصيف خفة ملابسه وحرارة شمسه التي تبعث النشاط في البدن وطول نهاره المتسع لقضاء حوائج المعاش وقلة مؤونته على الفقراء، اما الآخرون فيقدمون الشتاء عليه لما فيه من هطول الامطار وتجدد الهواء واجتماع الشمل في لياليه الطوال حول المجامر الدافئة حيث تحلو المسامرة والمحاورة، ويستأنسون في تفضيل الشتاء بالأثر المشهور (الشتاء ربيع المؤمن: طال نهاره فصام، وقصر ليله فقام).
في ما مضى كان "الإنشاء" نشاطا مدرسيا يبرع فيه أقلية من الطلاب، وكانت مواضيع الإنشاء هي، هي من المحيط إلى الخليج: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام،.. كيف قضيت عطلتك الصيفية؟ ماذا تفعل لو هبطت عليك ثروة ضخمة؟.. وكان الطالب الذي يحصل على تقدير "ممتاز" هو الذي يحسن استخدام المعلبات من محسنات بديعية ويتلاعب بالألفاظ مجاراة لابن العميد أو ابن النقيب أو ابن وكيل العريف! وفجأة صار الإنشاء نشاطا للكبار، وصارت العواصم العربية تتبارى لعقد منافسات في الإنشاء يشارك فيها الكبار بل الكبار جدا، وبنفس طريقة المدارس التي ظلت فيها مواضيع الإنشاء ثابتة ومكررة منذ بدء التعليم النظامي، فإن الكبار يشاركون في مسابقات "إنشاء" عناوينها واحدة حتى وإن تنوعت واختلفت مفرداتها، وحتى لو عقدت تحت مسميات تجنن وتهبل مثل منتدى ومؤتمر ومنبر وورشة عمل
كشفت دراسة حديثة صدرت اخيرا ان بني الإنسان وأمة الدجاج يتقاسمان عددا كبيرا من المورثات الجينية وقد اكدت الدراسة التي صدرت اخيرا عن المعهد القومي لأبحاث الوراثة البشرية بالعاصمة الاميركية واشنطن اشتراك الاثنين في اكثر من نصف الجينات كما صرح بذلك مدير المعهد العالم الخبير (فرانسيس كولينز) وحري بعد هذا الكشف الخطير ان تبحث كل امة عن تلك الجينات المشتركة لتتعرف على اثرها في تكوينها النفسي وبنائها الانساني، ترى في اي الخصائص تلتقي امة العرب وامة الدجاج؟ لو اعملت فكرك قليلا فستكتشف من الشواهد والبراهين ما يثبت لك صحة هذا الكشف العلمي الفريد.
مرت الذكرى الأولى لوفاة أب الحركة الإسلامية في الجزائر، الشيخ أحمد سحنون مرور الكرام ،لم يلتفت إليها أحد.على رغم علو كعب الشيخ رضي الله عنه،وتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين والجزائر.فلا أحد ذكره،ولو لماما.وقد كنا ننتظر من التلفزيون الرسمي،أن يبادر إلى إحياء ذكرى وفاته الأولى كمجاهد من المجاهدين الأفذاذ الذين قدموا مهجهم،قربانا من أجل أن تعرف الجزائر نور الحرية،كما كنا نتمنى من الجهات الرسمية كوزارة الشؤون الدينية التي كان إطارا فيها،وخطيبا في مساجدها، أن تقوم على تعريف الناس
[IMG]http://nashiri.net/aimages/ahmed_sahnoun.jpg[/IMG]
الكاتب عبد الباقي صلاي والشيخ أحمد سحنون شهور قليلة قبل وفاته
لم أسافر خارج المنطقة العربية طوال السنوات الأخيرة، ويفسر هذا حالة الاكتئاب والإحباط التي تلمسونها في مقالاتي، وقد سبق لي أن كتبت معلنا أنني لن أزور أي دولة عربية كسائح، صونا لنفسي من البهدلة والمرمطة في السفارات، حيث تتقدم بطلب تأشيرة سياحية فيتعاملون معك وكأنك شخص ملغوم أو مفخخ وقابل للانفجار، وبعد أن تبتلع كرامتك وتحصل على التأشيرة وتنزل في مطار البلد المنشود يعاملونك وكأنك قادم من كولمبيا حاملا طنا من الهيرويين.. بعض ضباط الجمارك العرب يفتح فمك ويسألك: دي حشوة ذهب ولاّ زئبق؟
في ذات عام جلست لامتحان لاختبار عقدته وزارة الخارجية السودانية لاختيار دبلوماسيين شباب، ونجحت في الامتحان التحريري والمقابلة الشفهية، وكنت ضمن من تم تعيينهم بدرجة سكرتير ثالث، ولكنني لم أستمر في تلك الوظيفة أكثر من ثلاثة أسابيع، فقد قرروا إلحاقنا بـ"معهد التنمية الإدارية" لنحو ستة أشهر وكنت "ما صدقت" إني تخرجت في الجامعة وارتحت من المحاضرات والامتحانات، وقاطعت الدورة الدراسية فتم تفنيشي.. ولم أحزن لذلك فرغم أن العمل الدبلوماسي ممتع ويوسع المدارك، إلا أنه قد ينتهي بك في بلد "حفرة" تظل تناضل طوال أربع سنوات للخروج منها، وكنت خلال عملي بالسفارة البريطانية في الخرطوم على علاقة طيبة بمستشار السفارة الذي كان دائم الشكوى من أنه ومن فرط غبائه درس العربية وانتهى به الأمر بـ"تدبيسة" في العالم العربي،
تحدثت أمس بحرقة عن الـ12 مليار ريال التي يحرقها المدخنون السعوديون سنويا، وأعرف أن من يقومون بحرق ذلك المبلغ الضخم يعتبرون أن المسألة تستأهل، فالمهم عندهم هو أن السيجارة تجعل المزاج رائقا والأعصاب هادئة، طيب هناك كذا مليار آدمي على وجه الأرض لا يدخنون ولا يعانون من انفلات الأعصاب والتوتر.. بعبارة أخرى فإن السجائر هو الذي يسبب التوتر والنرفزة، بمعنى أنه لو لم تكن أو تصبح مدخنا لما جعلك الحرمان من التدخين عصبيا،.. ولأنني أعرف أن الإنسان بطبعه يضيق بالوعظ والنصائح، لأنها تعطيه الإحساس بأنه مقصر أو قاصر وأن الناصح أو الواعظ يقوم بدور "الوصيّ"، فإنني أقول للمدخنين إنني صاحب تجربة ضخمة في مجال التدخين، وقد كتبت عشرات المرات عن أنني بدأت التدخين بنوع من التبغ يُزرع عندنا في شمال السودان، رائحته أسوأ من رائحة الجورب (الشُرّاب) المحترق، ثم مررت بطفرة حسبتها حضارية واستخدمت سجائر ينتجه مصنع محلي، وكنت طوال استخدامي لذلك السجائر أصاب بالسعال الدجاجي ست مرات في السنة