هل تساهم مقررات (الموكس) فى بناء فضاء عالمى للتعليم؟ قراءة للآفاق والإشكاليات
- التفاصيل
- مقالات
- تقانة
- في: الثلاثاء، 02 آب/أغسطس 2016 17:36
- خالد صلاح حنفى محمود
- القراءات: 7625
يتطلب الانخراط في اقتصاد المعرفة توسيع العرض التعليمي وتجويده في جميع مستوياته. لكن هذه الغاية غالبا ما تصطدم بعائق التكلفة الضخمة التي تتطلبها مشاريع توسعة وتعميم العرض التعليمي، وما تتطلبه من موارد بشرية ومالية هائلة. هذه الحقيقة جعلت جامعات هارفرد وبيركلي وكيو اليابانية ومعهد مساتشوستس وكثير جامعات العالم تتبنى المقررات واسعة الانتشار المتاحة عبر الإنترنت (الموكس(MOOCs فما هى؟ وكيف نشأت وانتشرت عالمياً؟ وما فلسفتها وأهدافها؟ وما مزاياها والإشكاليات التى تواجهها؟
* * *
يعدُّ التعليم الإلكتروني في عصرنا الحالى صناعةً كبيرة، بعد أن كان حلمًا في العقد الماضي. وفي ظل هذا التسارع التقني العالمي وتوظيفه في المجالات المختلفة وعلى رأسها التعليم بكل أنواعه ومراحله، حظيت ظاهرة المقررات واسعة الانتشار المتاحة عبر الانترنت (الموكس) اختصاراً لـ Massive Open Online Courses بتقدير ملحوظ من كل فئات المتعلمين ؛ وذلك لأنها سعت إلى تذليل المهام المعقَّدة التي غالباً ما تواجه فئات المتعلمين من مختلف الأقطار، وباعتبارها لوناً جديداً للابتكار والتنافس والإنتاجية، بل إنها مجال رحب للتعليم والإبداع واستغلال الطاقة الشبابية الهائلة في تعزيز نموهم وبنائهم علميًّا وفكريًّا، عن طريق تهيئة معلومات وموارد معرفية واسعة بتكلفة منخفضة.
وتقوم هذه المقررات على الانفتاح العلمي ومشاركة المعلومات من قبل المتعلمين والخبراء، وشعارها: تعلَّم ما ترغب وقتما تشاء في المكان الذي يناسبك، إلا أنها تشترط وجود خبراء معترف بهم في مجال الدراسة، مع توفير مجموعة من الموارد الأخرى على الإنترنت يسهل الوصول إليها بحرية. والمشاركة النشطة من أعداد غفيرة من الطلاب الذين ينظمون مشاركتهم ذاتياً، وفقاً لأهداف ومعارف ومهارات محددة ضمن مصالح مشتركة للتعلم، ومن خلال وضع جدول زمني محدد مسبقاً. كما أنها تمتاز بميزات عدة، منها: معالجة البعدين الزماني والمكاني، وتوفير الوقت والجهد في الحصول على المعلومات، بالإضافة إلى قلة التكلفة المالية بعدم وجود شروط التحاق رسمية، ولا أي قيود لمشاركة المعلومات والمواد التعليمية والتدريبية، وتوفر فرص التعلم التعاوني، وتبادل المعلومات والخبرات بين المستفيدين، وإمكانية تقسيم الأدوار بين الطلبة والباحثين وغيرهم، وإمكانية نشر أكثر من طريقة تعليمية عبر الشبكة؛ ما يوفر للطالب مصادر تعليمية متنوعة وبأسلوب شيق للغاية. مما يصقل مهارات وخبرات المتعلم ، وتوفر له تعليماً جيداً يتمثل أدنى مستوياته في إجادة استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من منطلق أن المتعلم هو محور أهدافها وركيزتها الرئيسة.
اِقرأ المزيد: هل تساهم مقررات (الموكس) فى بناء فضاء عالمى للتعليم؟ قراءة للآفاق والإشكاليات