2- التلفاز
من وسيلة إعلام وتوجيه جماهيري إلى وسيلة إعاقة اجتماعية ونفسية وأسرية
ما الذي يجمع الأسرة اليوم في المنزل؟
ليس الجلوس في أوقات تناول الطعام التي كانت مقدّسةً يومًا ما.
ليس للنقاش حول موضوعات الحياة والأسرة والعائلة، العائلة الكبيرة والممتدة التي لم تعد أواصرنا معها كما كانت منذ عشرين عامًا، فلم تعد تحتل أي مكانة للنقاش حول أحوالها وأخبارها وأفرادها.لم يعد اجتماع الأسرة لنقل الخبرات والتجارب، وتعليم النشء الأعراف والتقاليد وثقافة المجتمع السائدة ليراعيها في تعاملاته، من خلال الحوار واستشفاف أفكار النشء، ومن ثمّ توجيهها أو تعزيزها، أو من خلال حكاية قصص الماضي التي تعرّف الأبناء على الأهل أخوالاً وأعماماً وأقارب، بل وحكاية سيرة الأب والأم الذاتية ومواقفهم وأحلامهم لتكون لهم قدوة.
1- الهاتف النقّال
لا تزال ذكريات أيام ما قبل الإنترنت وبداياتها ماثلة في ذهني حتى اليوم، تدفعني ﻷن أتنفس الصعداء كلما تذكرتها، متمتمًا بحمد الله على هذه النعمة الكبيرة: الإنترنت وتكنولوجيتها. كان الواحد منّا يشعر بالنشوة لو منّ عليه أحد من معارفه أو زملائه غير البخلاء بكتيب إلكتروني تعليمي (tutorial) أو باسطوانة مدمجة عليها برنامج مهم يريد تعلمه أو تجريبه، بعد أن يكون قد بحث عنه أسابيع أو شهور بين الأصدقاء دون جدوى. حتى نظام تشغيل "لِنُكْس Linux" المجاني، كنّا ننتظر بلهفة اليوم الذي تمنّ علينا فيه مجلة كمبيوتر عربية أو أجنبية، فتوزع نسخةمن توزيعاته مع مجلتها، أو نضطر لشراء كتاب عن هذا النظام، فقط من أجل الحصول على النظام نفسه الذي يوزع في أسطوانة مدمجة مع الكتاب، لتجريبه وتعلّمه. ناهيك عن برامج مكافحة الفيروسات والموسوعات التي كانت توزع منها نسخ تجريبية مع المجلات، ولا نجد طريقًا للحصول عليها غير ذلك.
الأدب العربي و عالم التدوين الإلكتروني 3: (التفاعل، السلبيات و الحلول)
يُعتبر التفاعل من العوامل التي أنجحت الفعل التدويني الرقمي، فبالمقارنة مع العوامل الأخرى كالسرعة و الكم و السهولة و الشمول و العالمية...نجد أنّ عامل التفاعل أعطى طابعا حيويّا للمدوّنات، بل أقول: لولا هذا التفاعل لأغلقت الكثير من المدوّنات أبوابها أمام المستخدمين، أمّا عن الطرق التي يقوم بها المرسل بجس نبض المتلقي فهي:
أعود إلى مجال الأدب العربي، و المزايا التي يقدّمها له التدوين الرقمي، سواء تعلق الأمر بالمرسل أو بالمتلقي أو كلاهما معا، و لعل أهمها ما هو آت:
الأدب العربي و عالم التدوين الإلكتروني 1: مدخل إلى عالم التدوين
لطالما كَتبَت أقلام الباحثين عن بداية التدوين البشري و أول نقش على الحجر، و أول قصيدة مُدوّنة، و بداية تدوين القرآن الكريم... و غيرها من العناوين التي أثرَت المكتبة العلمية و الأدبية في موضوع التدوين الورقي أو ما شابهه من تدوين على الحجارة و تدوين على الجلد... و غيره. و ها نحن الآن نعيش نقلة نوعية و كمّية في عالم التدوين الذي دخل مرحلته الجديدة في ظل تطور التكنولوجيا، و تحكّم الشبكة العنكبوتية في جزء كبير من حياة البشرية، لنجد أنفسنا مضطرين إلى مواكبة العصر و استغلال الجديد لفائدة القديم، و بهذا نكون قد أمسكنا العصا من النصف، في محاولة جادة لإثبات هوية اللغة العربية و آدابها. و السؤال المطروح هنا : ما هي محفزات و مزايا التدوين الإلكتروني (Blogging) للغة العربية و آدابها؟ و هل في ذلك خطورة على مسيرة التدوين الورقي؟ و ما هي عيوب هذه الظاهرة الجديدة؟ و هل من الممكن تفاديها؟
الصفحة 3 من 6