كان قرار تجميد أنشطة جبهة التحرير الوطني بكل أرصدتها المالية من طرف القضاء الإداري في30 ديسمبر من العام الماضي ، صاعقة لبن افليس وللمراهنين على حزب جبهة التحرير كحصان طروادة من أجل كسر طموحات عبد العزيز بوتفليقة في الاستحواذ على الساحة السياسية وامتلاك الزعماتية المطلقة باسم جبهة التحرير . وقد تزامن هذا القرار الإداري مع انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة .. مما فهمه الملاحظون على أن القضاء الإداري كان يحسب لهذا الموعد حسابه حتى يربك حواريي ابن افليس،ويظهر البوتفليقيين الحقيقيين من البن افليسيين الحقيقيين أيضا.قرار القضاء الإداري اخلط حسابات ابن افليس ومن معه كما أظهر التصحيحيين بقيادة وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم أنهم يتحكمون في زمام القضاء.
وسط المآسي التي تعيشها الامة الاسلامية من شرقها الى غربها يجدر بنا جميعا ان نتذكر بعض الصور المضيئة والصفحات البيضاء من حاضرنا حتى لا نفقد الامل ونصاب بالاحباط واليأس، ولذلك احببت ان امتع نفسي والقراء الاعزاء بعرض نماذج رائعة لمبدعين من وطني عكسوا جانبا مشرقا للامة الاسلامية العريقة الممتدة ممالكها ودولها وجمهورياتها من المحيط الهادىء شرقا الى المحيط الاطلسي غربا، واليكم هؤلاء المبدعون مع تنويه موجز بجوانب ابداعهم المميز:
منطقة المغرب العربي تحت المجهر اليهودي – الموسادي على وجه التحديد- بسبب التواجد الكبير للفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة بيروت متوجهين إلى دول المغرب العربي , بل ان منطقة المغرب العربي كانت مرصودة بسبب مواقف بعض دولها من الدولة العبرية و مشاركتها بقوة في الحروب العربية- الإسرائيلية . وقد استطاعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و بفضل الوجود اليهودي الغزير في منطقة المغرب العربي من إقامة شبكات استطاعت أن تمد الدولة العبرية بأدق التفاصيل حول قضايا عديدة
على عكس ما تدعيه أوساط سياسية في الجزائر إسلامية وغير إسلامية من أن مبادرة عباسي مدني السلمية التي أطلقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور... هي مجرد مبادرة فاشلة أو هي فقط طنين ورجع الصدى كونها ملفوفة بضبابية وطلاسم ولا علم لأحد من الذين تعنيهم هذه المبادرة حسب عباسي مدني دائما ، فإن التأكيد على أن هذه المبادرة أو هي مشروع من أجل السلم والخروج نهائيا من الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر منذ أزيد عن عشر سنوات أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحقيق . فعباسي مدني اغتنم فرصة تواجده بقطر ليؤكد في اتصال لقناة الجزيرة على أن المبادرة السلمية قد اكتملت وحان حينها موجها نداءه للشعب الجزائري بأن يهيئ نفسه لوضع جديد .
على الرغم من توفّر كل المقومّات النهضوية و الحضارية في عالمنا العربي الماديّة و الروحية إلاّ أنّ العالم العربي يعيش نكبة حقيقية وفي كافة المجالات , ولم يجر إستثمار المقومات النهضوية بشقيّها المادي والروحي بالشكل الصحيح والكامل , بل جرى الإستفادة منها في مجال تكريس شرعية الحاكم بطرق ذكيّة ومدروسة .
السلطة الفعلية التي عملت طيلة عقود من الزمن، وفي كل إستحقاق رئاسي على تجديد عذريتها ، وإعادة إنتاج نفسها، هل ستترك هذه السنة غير الشريفة، وتلقي بها جانبا خلال رئاسيات أفريل القادم ؟
هل ستقف فعلا على الحياد التام، فضلا عن تأمينها لمناخ مجهز بكل أدوات الشفافية والنزاهة والنظافة ؟ أم أن الأمر غير ذلك تماما ، وأن مسلسل المناورات سيستمر وبأشكال من العيار الثقيل..؟