الحديث عن "اعتقال "صدام" هو حديث الدنيا كلها من دون شك ، وبقدرما يؤشر على نهاية دراماتيكية لرئيس ظل أسطورة وهاجسا للكثيرين، فإن هناك تداعيات أخرى مختلفة ستبرز على المديين القريب والمتوسط وعلى كثير من المستويات...
بغض النظر عن الرواية الأمريكية وأكذوبتها في مسألة إعتقال "صدام"-وهي من العيار الثقيل -..
وبغض النظر عن ردود الأفعال الرسمية والشعبية المتباينة حيال هذا الحدث، ودون الدخول في تخمينات حول اتجاهات الأحداث للمشهد القادم، إلا أن قراءتنا نحن-الجزائريين- لهذا الحدث الذي ملأ الدنيا، لا تخرج عن زوايتين اثنين.. وطنية جزائرية، وأخرى قومية إسلامية..
من ضمن الشروط التي اشترطها الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي المرشح القوي للاستحقاق الرئاسي القادم ولكي يؤكد قبوله خوض غمار الإنتخابات،وحتى لا يتكرر سيناريو 1999 .. أن يكون الجيش على حياد تام هذه المرة.وأن يظل بعيدا لا يتدخل في فرض مرشح على آخر. لأن العملية إذا ما تمت على المنوال المتعارف عليه..أن الجيش في كل مرة يتدخل ويختار مرشحه. فهذا معناه أن لا جدوى من الإنتخابات بالمرَّة ويكفي إذن الإبقاء على من هم في الواجهة الآن.. أو اختيار مرشح بعينه وتعيينه مباشرة من دون أي انتخابات أو خسارة جهد أو مال.
تدور في المغرب العربي حرب خفيّة وباردة الى حدّ ما بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت تنعكس على العلاقات الفرنسية –المغاربية بشكل عام مؤشرة الى أن اللاعب الأمريكي استطاع بجدارة التسلل الى الملعب المغاربي والذي ما فتئت فرنسا تؤكد أنه من صلاحياتها دون غيرها , و فرنسا الرسمية التي تشن تصريحات يفهم منها عدم رضاها على وضعية حقوق الانسان في تونس وموريتانيا والجزائر والمغرب وليبيا ,ترفض الجهر بامتعاضها من التسهيلات التي بدأت تعطيها بعض هذه الدول المغاربية لأمريكا وموضوع حقوق الانسان في المغرب العربي الذي تثيره فرنسا هو مجرّد لهو حديث لأن الكلاب الفرنسية أفضل حالا من المهاجرين من المغرب العربي في فرنسا.
توطئة:
يحدث غالبا التباس كبير لدى الكثير ومنهم طبقة الانتلجنسيا أنفسهم في تحديد مفهوم المثقف وعلاقته بالثقافة من جانب، ومن جانب آخر عن مدى ارتباط المثقف بالتعليم، هذا إضافة الى أسئلة الإشكاليات الأخرى المثارة، والتي تتعلق بهذا الموضوع. مثال ذلك:
ما هي الثقافة؟
من هو المثقف؟
ما هي معايير تحديد المثقف؟
هل ان كل منتج للثقافة هو مثقف؟
وهل ان كل متعلم مثقف؟
وسنحاول هنا البحث في هذه الأسئلة للوصول الى إجابات ليس بالضرورة ان تكون مقنعة للجميع، لكن المهم ان تضع أمام القراء بعض التصورات التي نأمل ان تستمر في تحريك المناخ الفكري المتعلق بهذا الموضوع عند من يهتم به، ومن تقع بين يديه هذه المادة المقروءة.
وسوف لن نهمل هنا التطرق الى جذور استخدام مصطلح المثقف التاريخية.
في هذا العصر وفي تلك الظروف والمتغيِّرات، أصبح حجابُ الأنثى القضية التي تثيرُ جدل المجتمعات العربية والاسلامية وحتى الغربية.. هذا الجدلُ العقيم برأيي لن يقدِّمَ بل سيؤخِّرَ المجتمعات بإثارة القلاقل والخلافات.. ومن المعروف أن أي مجتمعٍ يسوده الاضطرابُ أو الفوضى لن ينصرفَ إلى التفكير بالواقع والحقائق التي هي جوهر الصراع بين المجتمعات..
ومن الغرابة حقاً أن تُهمَلَ مئة وأربع عشر سورة بما تتضمن من أكثر من خمسة آلاف وثمانمئة آية قرآنية ليتمَّ اختيار آيتيْن لمقاضاة ومحاسبة الأنثى دون الذكر على أنها سبب الفساد والانحلال العام..
ونجادل ونتفقَّه ونستفقه عبثاً في قضية الحجاب لأن العلَّةَ ليست الحجاب بل الحاجب والمحجوب..
أود قبل البدء أن أطمئن دعاة العري،وحماة الخلاعة ممن يعيشون بين ظهرانينا.. وممن يعيشون في الضفة الأخرى .. أن الإسلام لا وصاية عليه من أي طرف كان. ونحن وإن سمحنا لأنفسنا التحدث باسم الإسلام فلأن الدافع القوي فقط الانتماء لهذا الدين الذي وإن لم يجد من يدافع عنه فهو محفوظ من لدن منزل الذكر سبحانه وتعالى.وشرف لنا أن نكون مسلمين وليس شرفا للإسلام أن انتماءنا كان باسمه.. ويصدق علينا ساعتئذ قول الفاروق عمر ابن الخطاب " كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام .. فمهما طلبنا العزة بغيره أذلنا الله".