يُوصف الإنجليز عادة بالبرود وربما كان ذلك بسب مناخ بلادهم البارد الذي صبغ طباعهم وأمزجتهم بتلك الصبغة التي عُرفوا بها دون سائر شعوب المعمورة,فالجاحظ يتحدث في كتابه النفيس (الحيوان) عن أثر البقاع والأصقاع في تشكيل بنيتي سكّانها البدنية والعقلية,فهو يذهب إلى أن من أقام بالموصل عاما حمد أثر ذلك في قوة بدنه وصلابة بأسه,ومن سكن الأهواز نقص عقله(؟!),وأما من حظي بسكنى بلاد التبت فإن الابتسامة تعلو محيّاه دائما,ويضيف الجاحظ أن ذلك ملحوظ حتى في وجوه دوابّهم وبهائمهم التي تبدو باسمة ضاحكة!!
لا زال نبأ اعتقال الرئيس العراقي المخلوع يستأثر بمزيد من ردود الأفعال المتباينة وضروب من التفسيرات والتعليلات المتناقضة ,لقد أشغل صدام حسين الناس وملأ الدنيا في كلا يوميه:يوم كان حرا طليقا ,ويوم بات معتقلا ذليلا,ولم يكن أمره غمّة على العاقل المنصف حتى قبل أن يقدم على ارتكاب حماقته الكبرى بغزو الكويت ,ففي أواخر الثمانينيات حين وقعت مجزرة حلبجة الكيماوية انبرى إعلامنا الرسمي والشعبي لتبرئة الطاغية من تلك الجريمة وردد ما كان يردده الإعلام الصدامي من أن الإيرانيين هم الذين قصفوا المدينة بالقذائف الكيماوية,بل وجدنا من أضفى على الجريمة ثوب القصاص ولباس العدل بدعوى أن أبناء حلبجة قد تعاونوا مع الغازي الأجنبي فاستحقوا بذلك عقوبة الخيانة العظمى!
الرسائل الملغومة المشئومة الذي بعثت إلى "السياسة" و جهات تعبيرية أخرى ليس نشازًا عن الحالة المكلومة للمنطقة و الذي تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم بوتيرة مفزعة. أسئلة ثلاثة تفرض نفسها:
1- لماذا هذا النوع من الأفعال؟
2-لماذا تكاثر كالفطر البري في الفترة الأخيرة؟
3- وكيف نتعامل معه؟
صُلِبَ الميسحُ!.. بل شُبِّهَ لهم
واعتُقِلَ صدَّام ، بل شُبِّهَ لهم أيضاً..
هاهو يصولُ ويجولُ في العالم وخاصةً العربي.
يبطش، يقتل، يأسر، يقهر، يعدم ، ينفي، يظلم، يمتصُّ دماء الشعوب، ينهبُ ثرواتها وخيراتها،
يجرِّدها من أبسط حقوقها
أقام المواطن الكويتي والناشط الإسلامي جابر الجلاهمة مؤتمراً صحفياً نشرته صحيفة ( الوطن ) الكويتية في عددها الصادر يوم الاثنين 3/11 الفائت ، وقد انتظرت شهراً كاملاً أترقب ردود الأفعال الرسمية أو الشعبية على التساؤلات التي وجهها السيد الجلاهمة أو الإجابات التي قدمها بشأن أفكاره وأنشطته ، ولكنني مع الأسف الشديد لم أجد سوى الصمت والتجاهل ممن يفترض بهم التفاعل والإيضاح ولذلك سمحت لنفسي بتدوين النقاط التالية حول ذلك المؤتمر الصحفي :
بعد النتائج التي أدى إليها التطرف أصبح من الضروري ـ حسب البعض ـ من نفض الغبار عما هو معاد للثقافة والحياة في التراث ، لاسيما فيما يخص ما بلورته " إيديولوجية الموت " من تكفير التفكير وتبديع الإبداع . تلك الإيديولوجية التي ارتكزت على التفكير القرنوسطى الذي قال من تمنطق تزندق وأن المنطق يؤدي إلى الفلسفة وما يؤدي إلى الكفر كفر ، أي المرتكزة على الجوانب المظلمة في التراث، المعادية لنور العقل، واستمدت منه سلاحين من أسلحة الدمار : الرقابة والقتل .