يتفّق محبو الدكتور عبّاسي مدني وخصومه السياسيون أنّه شخصيّة لا تعرف التعب , و أنّه منذ آمن بفكرته و بمشروعه المستمّد أساسا من المشروع الباديسي والمستّمد والمستنبط بدوره من مفردات الحضارة العربية و الإسلامية التي صاغت تاريخ الجزائر منذ 15 قرنا وهو يناضل من أجلها , حيث ساهم في الثورة الجزائرية التي أفضت إلى طرد المستعمر الفرنسي من الجزائر وقد سجن خلالها ,
يتولع بعض المترجمين بتحويل التاء على طاء اثناء ترجمة الاسماء ترجمة حرفية transliteration . ف توم Tom يصبح طوم، و اوثيلو Othello يصبح عطيل، و تومسونThomson يصبح طومسن، و "واتسن" Watson يستحيل الى واطسن و هكذا. و بعد ان وضعت حرب السوبر ستار زعيقها، لم لا نجرب ترجمة اسم البرنامج Super Star على انه ( سوبر سطار) و نرى ما يحدث؟
اعتدنا أن نوجَّه لك خطاباتنا دونما حاجةٍ لغير أن نقولَ لكَ الأخ القائد أبو عمار ، ولم نكنْ نجيزُ فيها النصبَ ولا الكسرَ ونبقيها مرفوعة ً كمثل كوفيتكمُ السمراءِ النبيلة ِ عالية ً ناهضة ً ، لا لبسَ في شموخها ولا رجعة َ عن ارتقائها وعلوَّها ، كيف لا وهي رمزُ وطن ٍ ورمزُ كرامة ْ ، وشارة ُ فخرٍ وعزة ٍ وشهامة ْ ، وبصمة ُ شعب ٍ أبى إلا أنْ يبقى على الأرض ِ عزيزاً أبياً صامداً متشبثاً بأرضه وذائداً عن عرضه ومرابطا على قدسه ِ وحفيظاً على عهدة ِ عمره ِ وواقفاً على ميراث النبوة .
شكّ أنّ الحكام العرب قد لعبوا أدوارا مصيريّة وعملاقة في تكريس التخلفّ الذي يلفّ الحالة العربية الراهنة و الذي سيستمّر مميزا لها في المدى المتوسط وربما البعيد ما لم تنتف مبررات التخلّف , والحاكم العربي عندما وصل إلى سدّة صناعة القرار بفضل الإنقلاب والدبابة و المؤامرة لم يكن من جملة تخطيطه أن ينهض بالأمة , بل قصارى ما كان يحلم به أن يجمع الدنيا من أطرافها وقد تحققّ ذلك لمعظم حكامنا الذي يطالبون زورا وبهتانا بضرورة إحترام إرادة الجماهير وهم فرضوا أنفسهم على هؤلاء الجماهير بالحديد والنار.
بعد التحية التي أشعر أنني صادق في إلقائها على جنابك الفاخر دون وجل أو خوف .. و السلام الذي أعلم يقينا أنك تحبه إلى حد الصبابة.. لأن في السلام وأجوائه الهادئة تمارس هوايتك في الحكم والتحكم والتحاكم لنزوة النفس ومقتضيات دوام السلطة .. والعرفان بأنني لست في طولك أو مقامك ..
من الملاحظ على الأمة العربية والإسلامية أنها تفتخر بالماضي في أشعارها وخطبها وصحفها ومناسباتها القومية، وهو أمر طيب، بيد أنه صار خير وسيلة للهروب من واقعنا المزري وأزمتنا الحضارية أن نتحدث عن الماضي، فنقول للغرب وهو يسومنا سوء العذاب: نحن الذين علمناك في الأندلس وصقلية، وجلبنا لك عصارة الفكر البشري وخلاصة الحضارات، ووضعناها بين يديك لتنطلق منها نحو التقدم والمدنية، نحن الذين جئنا بحقوق الإنسان قبل أن تنص عليها الأمم المتحدة، نحن الذي اختارنا الله لإنقاذ البشرية.. نعيش في الماضي متكلين على أصالة الأنساب وبطولة الأجداد وكأننا لم نقرأ يوما قول الشاعر ابن الوردي:
لا تقلْ أصلي وفصلي أبداً إنما أصلُ الفتى ما قد حصلْ